إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 20 نوفمبر 2016

* صورة وقصيدة * قصيدة للشاعر المتألق أ/ عصام فقيري

*صورة وقصيدة*
----------------------

مَـا بَـينَ حُـزْنكَ والـدَّمْع الـذِي سُـكِبَا
مَـسَافَةً ، سَـوفَ تَـبْقَى تَـلْعَنُ الـعَرَبَا

إنَّ الـعُـرُوبَـةَ مَـاتَـتْ فِــيْ ضَـمَـائِرِنَا
وَلَـــمْ يَـعُـدْ غَـيـرَ ذُلِّ لاسْـمِـنَا نُـسِـبَا

لِأَنَّ تَــارِيْـخَـنَـا بِــالـجِـهْـلِ نَـحْـسـبُـهُ
أُسْــطُـورَةً وَحِـكَـايَـاتٍ غَـــدَتْ كَــذِبَـا

فَــأُمَّـةٌ تَـسْـتَقِيْ مِــنْ غَــيِّ سَـكْـرَتِهَا
أَنَّــى لَـهَـا تَـرْتَقِيْ نَـحْوَ الـعُلَا سَـبَبَا

مَـا عَـادَ فِـينَا الـذِيْ تَـرْجُوهُ مِـنْ أَمَلٍ
لَأنَّ قِـنْـدِيـلَنَا بَــعْـدَ الـسُّـطُـوعِ خَـبَـا

فَـلْـتُـغْـلِقِ الآنَ بَــابًــا كُــنــتَ تَـرْقُـبُـهُ
يَـومًا يُـعِيدُ لَـنَا الـمَاضِيْ الـذِيْ سُلِبَا

إِلَـى مَـتَى سَـتُدَارِيْ مِـنْ جِرَاحِكَ مَا
لَـوْ شِـئْتَ إِبْـعَادَهُ مِـنْ صَدْرِكَ اقْتَرَبَا

وَكـيَـفَ تُـطْـفِئُ نَــارًا أَشْـعَـلَتْكَ وَكَــمْ
مِـــنْ كُــلِّ جَـارِحَـةٍ أَهْـدَيْـتَهَا حَـطَـبَا

هَـا أَنْـتَ أَسْـرَجْتَ خَـيْلًا لِـلْهُروبِ وَلَمْ
تَـعْـلَمْ بِــأَيِّ مَـتَـاهَاتِ الـضَّـيَاعِ كَـبَا

وَقَــدْ بَــدَا مِـنْـكَ مَــا حَـاوَلْتَ تَـحْجُبُهُ
لَــكِــنَّـهُ فَـــجَّــرَ الـعَـيـنَـيـنَ والــهُـدبَـا

فَـأَيّ دَرْبٍ سَـتَمْضِيْ وَ الدُّرُوبُ غَدْتَ
جَـمِـيـعـهَا لِــشَـقَـاءِ الــحَـالِ مُـنْـقَـلَبَا

وَهَــذِهِ الـلِّـحْيَةُ الَـبـيْضَاء قَـدْ يَـبَسَتْ
وَأَصْـبَـحَـتْ كَـيـبَابٍ تَـرْقُـبُ الـسُّـحُبَا

فَـلْتَذْرَفِ الدَّمْعَ لَا تَخْشَ الهَوَانَ فَمَنْ
يُـغَـالب الـحُـزْنَ فِــيْ أَحْـشَـائِهِ غُـلِبَا

واتْرُكْهُ يَسْقِيْ التَّجَاعِيدَ التِيْ رَسَمَتْ
عَـلَـى جَـبِـينِكَ طِـفْـلًا عَــاشَ مُـغْتَرِبَا

وَاغْـسِلْ بِـهِ كُـلَّ هَـمٍّ ، سَوفَ تُبْصِرُهُ
مِنْ كَثْرَةِ البُؤْسِ فِيْ عَينَيكَ قَدْ نَضَبَا

لَـعَـلَّـهُ يُـنْـبِـتُ الأَفْـــرَاحَ مِــنْـكَ كَــمَـا
ظَـلَـلْـتَ تَـتْـبَـعُ طَـيْـفًـا أَتْـقَـنَ الـهَـرَبَا

لَا عَــيْـبَ فِــيْ دَمْـعَـةٍ أَطْـلَـقْتَهَا وَلَإِنْ
رَأَتْـــكَ كُـــلّ عُـيُـونِ الـخَـلْقِ مُـنْـتَحِبَا

لَـكِـنَّمَا الـعَـيب عَـيـب الـخَـاذِلِينَ لِـمَـنْ
أَرَاقَ دَمْــــعَ هَـــوَانٍ ظَـــلَّ مُـحْـتَـجِبَا

وَحَـــاوَلَ الـعُـمْـرَ إِخْــفَـاءً لَـــهُ فَــبَـدَا
مَـسِـيـلُهُ رَغْــمَ أَنْــفٍ لِـلْـمَشِيبِ أَبَــى


🖋 / عصام فقيري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق