إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 19 نوفمبر 2016

في ربوع الألب قصيدة للشاعر / الحسين إسماعيل الحازمي

🌿في ربوع الألب🌿

شعر /الحسين بن اسماعيل الحازمي

أين الجمـالُ فريـداً مـا لـه أُطُـرُ
والغيمُ فوق الرُبى والوشْلُ والمَطَرُ

وأين أيـن بهـاءُ الأرضِ مُؤْتَـلِـقَـاً 
والعُشْبُ في سُوحِهَا والوَرْدُ والزّهَرُ

وأين تلك التِّـلالُ الخُضْرُ وادِعَـةً
وأين تلك الظِّبَى في مَشْيِهَا خَفَرُ

إذا أردتَ سُــروراً لا انـتـهـاء لـهُ
فما عليْكَ سِوى أن يُمْعِـنَ النّظَـرُ

وقد فشَا من رياحين الرِّياضِ شذَا
هُنَا هُنَـالِكَ في الأنْحَـاءِ ينْتَشِـرُ

رفّ النّسِيـمُ على أرواحِنا عبَقَـاً
لو كانَ طَـالَ بِنَـا أو أمْهَـلَ العُمُـرُ

والصبحُ كالغَادةِ الحَسْنِاءِ في وَهَجٍ
تكشّفَتْ عنه في رأْدِ الضُحَى أُزُرُ

والطيرُ تُرْسِـلُ ألحـانـاً مرتـلـةً
ولا يلُـمّ ُبِهـا في بوْحِهَـا ضـجَـرُ

والغصنُ رنّحَـهُ مـن نشْـوَةٍ طـرَبٌ
كـأنّـهُ عـاشـقٌ يـلـهُـو بـه وتَــرُ

والنّـهْـرُ مـا كانَ أحْـلاهُ وأعْـذَبَـهُ
كأنّـهُ مـن جِنَـانِ الخُـلْـدِ ينْحَـدِرُ

يَمْشِي الهُويْنا وسِحْرُ العِشْقِ يدْفعُهُ
ما آدَهُ في امْتِـدَادِ الرِّحْلَـةِ السّفَـرُ

زَهَتْ عليه اللّيالي البيضُ فاتِنَـةً
وطـابَ في ضِفْتَيَهِ اللّهـو والسّمَـرُ

والغَابُ مثلُ الدُجى قَدْ مدّ أجنِحَةً
في حيثُمَا انْهَلّ غيثٌ وانْتَشَى حجَرُ

لا صـوْلَةُ الدّهْـرِ سامتْـهُ بجائِحَةٍ
ولا الحـوادثُ والأحْـقَـابُ والغِـيَـرُ

فلا تَسَلْ عَنْه عنْ عَـالي صَنَوْبَرِهِ
فليـسَ يهـوِي إلى قَـاعٍ ويَحْتَضِـرُ

وفي "التلفريك" أحـلامٌ مُعَلّـقَـةٌٍ
لا الشّمْسُ تبْدُو ولا الإشْعَاعُ ينْدَثِرُ

الثلـجُ يظفرُ هاماتِ الجبـالِ سنَى
كـأنّـهُ لـؤلـؤٌ بـالـسّحْـرِ ينْـتَـثِـرُ

يمُـوجُ بالنُـورِ في أبْهـى روائعِـهِ
في كل ناحيـةٍ من حُسْنِـهِ صُـوَرُ

و"المُنْبلان" تراءَتْ في ذُرَي فلَكٍ
كأنّـها نَجْمـةٌ في العَيْـنِ أو قَـمَـرُ

عـلـى ثَرَاهَا أقَـامَ اللهُ مُـعْـجِـزَةً
لـو أنّـنـا فـي صنيـعِ اللهِ نَعْتَبِـرُ

الحسين الحازمي
1437/12/6هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق