لحن الوفاء
إلى أستاذي القدير
حسن بن علي خواجي
في يوم تقاعده ....
صُغْتُ مِنْ صَـادِقِ الْمَـوَدَّةِ حِسِّي
وَقَبَسْتُ الْخَـيَالَ مِنْ نُـورِ حَدْسِي
وقَطَفْتُ الإِلهَـامَ مِنْ زَهْـرِ وِدِّي
وَنَثَرْتُ الإِبْداعَ مِنْ فَـرْطِ أُنْسِي
ونَظَمْتُ الأبياتَ فنّاً جديداً
عبقَرِيّاً من غير نَقْصٍ وبخْسِ
وَنَقَشْتُ الجَـمَـالَ في كُلِّ سَطْـرٍ
وَنَقَشْتُ البـهـاءَ في كُلِّ طِـرْسِ
وسَكَبْتُ الأنغامَ في كل حرفٍ
مُتْرَعِ الفنِّ من لهاتي ونبْسي
في قَصِيـدٍ مِـنَ الْقَـرِيِحَـةِ فَـذٍّ
وَرَوِيٍّ مِـنَ الْبَـدِيـهَـةِ جَـرْسِ
وَمَعَـانٍ مِـنَ الرَّحِيـقِ الْمُصَـفَّى
وَبَيَـانٍ عَـذْبِ السُّـلافَـةِ سَلْـسِ
وَشُـعُـورٍ مِـنَ الْمَـحَـبَّـةِ رَاقٍ
وَوَفَـاءٍ مِـنَ الْـوَفَـاءِ الأَمَــسِّ
فِإِذَا الشِّـعْرُ كالْمَزَامِيرِ في النَّفْـسِ
ـ طَـرُوُبٌ بِلَحْـنِهِ حِـينَ يُؤْسِـي
ونَشِـيـدُ الْفُـؤَادِ في أُذُنِ الدّهرِ
ـ رَقِيقُ التَّنْـغِيمِ ، حُلْـوُ الْمَجَـسِّ
كَمْ يُغَنِّي الْفُـؤَادُ شِعْـرِي وَشِعْرِي
يَسْكُبُ الْحُـبَّ في الْقُلُوبِ بِحِسِّـي
وَيَخُصُّ الأُسْـتَـاذَ لَحْنَـاً فَرِيـدَاً
رَقَّ حَتَّى أَنْكَـرْتُ عَزْفِي وَلَمْـسِي
والْوِدَادُ الشَّفِيفُ مِنْ سِحْـرِ عَـزْفِي
شَفَّ حَتَّى ظَنَنْـتُهُ ضَـوْءَ شَمْـسِ
حُـبُ أُستاذيَ القديرِ تجلّى
في نُفُوسِ الطُّـلابِ عَكْـسَاً بِعَكْسِ
إنَّمَـا الْحُـبُّ في الْكِـرَامِ وَفَـاءٌ
ووفائِي للشّيْخِ بهجةُ نفسي
يَا رَعَـاكَ الإِلـهُ شَيْـخَاً جَلِيـلاً
لَسْتَ تُنْسَى مَهْمَا الطَّـوَارِقُ تُنْسِي
كَيْفَ تُنْسَى ؟ وَأَنْتَ فِي الْقَلْـبِ ثَاوٍ
أَنْتَ في الْقَلْبِ مِنْ مُحِبِّـيكَ مُرْسِي
اِسْأَلِ النَّـشْءَ والشَّـبَابَ يُجِيـبَاكَ
ـ بِهَمْسِ الْقُلُوبِ في صِدْقِ هَمْسِ
أَنْتَ نِعْـمَ الأُسْـتَاذُ عِلْـمَاً وَدِيـنَاً
وَصَـلاحَاً وَمَنْهَـجَـاً وَتَـأَسِّـي
أَنْتَ لِلنَّاس في الصَّـبَاحِ ابْتَـهَـاجٌ
وَسُـرُورٌ وَبَسْـمَةٌ حِـينَ تُمْـسِي
كمْ تَحَسَّـتْ بِكَ الْقُلـوبُ سُـرُورَاً
مَسْتَـطَابَـاً ، وَمَـا أَلَـذَّ التَّحَـسِّي
وكَأَنَّ الْقُلُـوبَ مِمَّـا اعْـتَرَاهَـا
مِنْ كُؤُوسِ الْهَنَـاءِ في طَيْفِ مَسِّ
حَسْبُـهَا أَنْ تَكُـونَ فِيـهَا نَزِيـلاً
حَسْبُـهَا أَنْ تَكُـونَ أَقْـرَبَ إِنْـسِ
يَا أَبَا الطُـرْفَةِ النَّـدِيَّـةِ مَرْحَـى
أَنْتَ أُنْـسُ الْجَلِيـسِ في دَارِ عُبْسِ
كَمْ مَحَضْتَ الطُّـلابَ خَيْرَاً وَبِـرَّاً
وَكَأنَّ الطُّـلابَ في يَـوْمِ عُـرْسِ
وسَقَيْـتَ الطُّـلابَ مِنْ كُلِّ فَضْلٍّ
خَالِصَـاً للإِلـهِ مِنْ غَـيْرِ لَبْـسِ
وَبَنَيْتَ الأَجْيَـالَ جِـيـلاً فَجِـيلاً
فاسْتَـقَـام الْبِـنَاءُ في خَـيْرِ أُسِّ
وَبَعَـثْتَ الآمَـالَ سِـرَّاً عَجِـيبَاً
لِحَـيَاةٍ تُـنَـالُ في غَـيْرِ يَـأْسِ
ونَشَرْتَ الْعُلُـومَ وَالدِّيـنَ سَمْـحَاً
وَأقمْتَ الأَخْـلاقَ في غَـيْرِ وَكْسِ
وجَلَـوْتَ الآدابَ مِـنْ كُلِّ لَـوْنٍ
وجَلَبْـتَ الجمَـالَ مِنْ كُلِّ جِنْـسِ
وَزَرَعْتَ الإِيـنَاسَ في كُلِّ قَـلْـبٍ
وغَرَسْـتَ الْـوِدَادَ في كُلِّ نَفْـسِ
طَابَ غَـرْسٌ مِـنَ الْمَـوَدَّةِ زَاكٍ
غَرْسُـهُ في النُّفُـوسِ أَكْرَمُ غَرْسِ
الحسين الحازمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق