إلى روح والدي
رحمه الله تعالى...
لُحْ على الدُنْيَا كطيفِ الشّفقِ
وابتسـاماتِ الصّبـاحِ المُونَـقِ
وجـمـالٍ فـاقَ في هـالاتِـهِ
ضحكةَ النّجـمِ وزهْـوَ الألـقِ
وشُعـاعٍ فـي أراجيـح السّنى
وأنَـا فـيـه بشـوقٍ أرْتـقِــي
لُـحْ على الدنيا كبدرٍ يا أبي
فـي بـهَــاءٍ ورؤىً كالـفَـلَـقِ
افتقدتُ البسمةَ الأحنى على
ثغـركَ المبتـهـجِ المُؤتَـلِـقِ
وسجـايـاكَ مُـروءاتُ العُـلَـى
حـافــلاتٌ بكـريـمِ الخُـلُـقِ
آيةُ البشـرِ تجلّتْ كالضُحى
في مُحيّـاك النّـدِيِّ المُـورِقِ
جلّ من أنشـاكَ ورداً عابقـاً
من بشـاشـاتِ ربيـعٍ مُـغـدِقِ
روضـةٌ أنـتَ أبـي بـاسِـقَـةٌ
ضوعةُ العطرِ ونشرُ الحبَـقِ
أنـتَ روحٌ نـثـرتْ أطيـابَهـا
في عروقي بالشّذى والعبـقِ
سوف تبقى في كياني سرمداً
كـشُـروق الأمــلِ المُنـبـثِـقِ
جنـةً قـدْ أشـرعتْ أبوابَهـا
لمْ تغِبْ لو لحظةً عن حدَقي
لُـحْ كمَـا أنت أمامـي هـالـةً
تَغْسِلُ الحُزْنَ عن القلبِ الشّقِي
ليسَ من هـامَ على أوجاعِهِ
مثـل من شـعّ بوجـهِ الأُفُـقِ
لمْ تمُـتْ يا والدي، مِتّ ُ أنَـا
مـنـذُ أن ودّعتَنِـي لـمْ أَفِـقِ
مثلما يُدْفنُ ميْتٌ في الثّـرى
دُفِنتْ رُوحي بِـهَـمٍّ مُطـْبِـقِ
نهبتْ أحـزانـيَ العُمْـرَ ومـا
أبقت الأحـزانُ لي مـن رمَـقِ
الحسين الحازمي
1437/8/5هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق