إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016

* قال الرفاق * للشاعر الحسين الحازمي

قَالَ الرِّفَاقُ أَفِقْ وهَاتِ قَوَافِيَاً
فلَقَدْ سبَانا منْظَـرُ الأغْنَـامِ

فَأَفَقْتُ أُشْعِلُ نَبْضَ قَلْبٍ ذَاهِلٍ
في الحُسْنِ، أسْتَمْلِي رُؤَى الإِلْهَامِ

وعَجَزْتُ عنْ وَصْفِ الجَمَالِ وسِحْرِهِ
لا الشّعرُ أَنْصَفَنِي ولا أقْلامِي

هذا صَنِيعُ اللهِ، كَمْ في خَلْقِهِ
من مُعْجِـزٍ لِلْعَـقْـلِ والأفْهَـامِ

خضَعتْ له رُوحِي إِذَا مَا أقْبَلَتْ
بيْنَ المُرُوجِ الخُضْرِ والآكَامِ

تِلْكَ الأزَاهِيرُ التي عَايَنْتُهَا
صُوَرٌ زهَتْ في غَايَةِ الإِحْكَامِ

ما زَالت الأَرْواحُ من غَمَرَاتِها
نشْوَى تَعُبُّ بِسِحْرِها السّجّامِ

حِسّاً ومَعْنَىً لا يُحِيطُ بِهَا النُهى
فوْقَ الخَيَالِ وريشَـةِ الرّسّـامِ

حتّى شَعَرْتُ بِأنّ نَفْسِي أُطْلِقَتْ
ومضَتْ مُحَلِّقَـةً بِغَيْرِ زِمَـامِ

وكأنّـمَا النّسَمَاتُ وهي عَلِيلةٌ
نَفَحَاتُ زَهْرٍ أو عَبِيرُ خُــزَامِ

فَنَشَقْتُ أزْكى مَا نَشَقْتُ روَائِحَاً
ونقَعْتُ مِـنْ أرَجِ الحَيَـاةِ أُوامي

لا الْمَاءُ غَاضَ ولا الحُقُولُ يَتِيمَةٌ
أو كانَ عنْهَا السّعْدُ بالمُتَعَامي

ما اشْتَاقَتِ الْفلَوَاتُ كأْسَ مُدَامَةٍ
حتّى رجَعْـنَ بِكأْسَةٍ ومُـدَامِ

الغَيْثُ يَسْقِي الأَرْضَ مِنْهُ عُلالَةً
ويُحِيلُهَـا دُنْيَـا مِـنَ الأنْـغَـامِ

والسّيْلُ في جرَيانِه مُتَدَفِّقٌ
مَـلأَ الرِّدَاحَ الفِيـحَ بالإِنْعَـامِ

والشّمْسُ في أُفُقِ السّمَاءِ حَيِيّةٌ
سترتْ أشِعّـةَ وجهِهَـا بِلِثَـامِ

هَذي الطّبِيعَةُ في البوَادي والقُرَى
ألَـقُ الهوَى المُتَوَهِّجِ البَسّـامِ

أفْدِي ابْتِسَامتَها النّدِيّةَ بالمُنى
وبِعُمْـرِيَ البَـاقي من الأيّـامِ

أنزلتُها في الرُوحِ فِتْنَةَ عَاشِقٍ
تَزْهُـو بحُسْـنٍ باهِـرٍ مُتَسَـامِ

وأمُـدُ وجْدَانِي بِقُبْلَتِهَا الّتي
تَحْكِي حكايةَ وَصْلِهَا وغَرَامِي

فيها صِبَايَ المُنْتَشِي وفُتُوّتِي
وبها ضِيـاءُ فُـؤاديَ المُعْتَـامِ

لهفِي عَلَيْهَا وهْيَ رَهْنُ كآبَةٍ
لمْ تَجْنِ غَيْرَ مَرََارَةِ الإِحْجَامِ

الحسين الحازمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق