[ حروف بلا نقاط ]
***
بآلامي بحزني بانسكابي
بأشعاري بأخدارِ الصبايا
أفرُّ إليكِ يا وجعَ الروابي
لأحتضنَ المناهل والرزايا
كشيخٍ عادَ كي يلدَ التصابي
أنا شخصٌ ستلفضهُ الحنايا
***
أرقتُ ونمتُ في وجعِ انتحابي
ولن يبكيكَ يا وطني سوايا
ستندلعُ الدموعُ على كتابي
وأغرقُ فيكَ إنجيلًا ونايا
بعمقي أنتَ يا كلَّ اغترابي
ويا بلادَ التصارعِ والمنايا
***
متى سيدورُ في كهلي شبابي
وأنزفُ من دمي شبقَ البلايا
متى سيذوقُ ذلكَ نصفَ مابي
ليكسرَ فجرُنا الآتي المرايا
لتشتبكَ المآذنُ بالتبابِ
كشهقةِ طفلةٍ خنقتْ هوايا
***
فوضعي بائسٌ كحروفِ شعري
يسطرُها اليراعُ بلا نقاطِ
أدمعي سوف يغدو اليومَ حبري
سوى الأحزان لا يحوي بلاطي
برأسي لن أفكَ الآن سحري
لأنّي شاعرٌ بوحي سياطي
حديدةُ يا حديدةُ ماجَ بحري
ومسبحتي تلاهت بانفراطي
أنـا قـلـقٌ بإعـلاني وسـري
وتشرينٌ بفلسفتي شباطي
***
مضى عامانِ من ظلمٍ وقهرِ
هل المعوجُ مشيك أم سراطي
شتاء الظاعنون خريف عمري
دمشـقيُّ بأزيـاءِ الرباطي
عروس البحر فري إليَّ فري
فلن يرويكِ لو سكبت نياطي
***
تمهلْ أيها المنفيُّ مهلا
وجدتُ بعمقكَ المنسيّ غابةْ
عبرتكَ صخرةً فرجعتُ رملا
بربكَ كم تكنُّ من الكآبةْ
سحابُ الوقتِ بالآمالي حُبلى
ولم تمطرْ بصحرائي سحابةْ
ثوى هذا الضياع كحزنِ ثكلى
كآلام الكمنجةِ والربابةْ
وينأى رغم أنَّ الوصلَ أولى
لِـيرغمني على ألم الصبابةْ
***
لعمرُكِ ما حفظت الحب إلّا
لعينيكِ المسهدةُ المُذابةْ
فطمتُ عن المكوثِ وكنتُ طفلا
وعاش الحبُّ في عمقي شبابَهْ
زمانُ الخوف يا عذراءَ ولّى
كبرتُ عنِ التقشف والغرابةْ
قطفتُ الموت متشحًا بـِ كلّا
وكلا فرَّ من نصِ الخطابةْ
***
على النهدينِ نبدأُ بالنهايةْ
ْ بدونِ مناسكٍ وبلا مكانِ
لننهي ألف معتركٍ ورايةْ
فدعْ عنكَ التخاذلُ والتواني
أنا أصلٌ ومن دميَ الكنايةْ
ويوردُ كل صبٍّ من دناني
رياحُ الشوقِ تعبثُ بالحكايةْ
فبيْ قلقٌ بطيئٌ كالثواني
وبي شيءٌ كأسبابِ الهدايةْ
بعيدٌ رغمَ أنَّ الضوءَ دانِ
***
لماذا أنتِ للواشينَ غايةْ
تغيب الشمسُ في خدِّ الغواني
كأنكِ سورةٌ من كلِّ آيةْ
معقدةُ التشكلِ والمعاني
كعوسجتين تعترجُ الغوايةْ
فمن يبكي سواكَ ومن يعاني
حديثٌ مبهمٌ وبلا روايةْ
عن المنفى عن البيض الحسانِ
بلغنا الحدَّ من تعبٍ كفايةْ
سلامٌ أيُّها الفذُ اليماني
***
شعر/
أحمد عفيف النجار
الخميس ٢٦-٨-٢٠١٦م
من مجموعة:-
((الإفلات من الجاذبية))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق