نمْ بعيْنِ الشّعب
نمْ بعيْنِ الشّعبِ يا ابْنَ الفَيْصَلِ
وبقلبٍ من حريرٍ مُخْمَلِ
يا سعوداً نمْ قريراً هانئاً
وعن المُهجَةِ لا تَرْتَحِلِ
هادئاً مثلك يغفو ساكناً
بعد عيشٍ مرهقٍ في العَملِ
أيّها الرّاحلُ عن دنيا الأسى
لم تَلِنْ حتّى بُلوغِ الأجَلِ
لم تكُنْ إلا مثالاً نادراً
حينما قُمْتَ بعبءٍ مُثْقَلِ
وتحدّيْتَ الصُعوبَاتِ الّتي
كنت فيها، رغمَ كلِ العِلَلِ
أنتَ والعزمُ حليفانِ كما
أنتَ والحكمةُ فوقَ الأمَلِ
يا أميراً نابغياً ملهماً
مستضيئاً بسناءِ المُثُلِ
ما تلهّيْتَ بعيشٍ زائلٍ
كنت عن لألائهِ في شُغُلِ
أنتَ توّجْتَ مساعيكَ تُقىً
ونقاءً ليسَ بالمُنْتَقِلِ
أكثرُ النّاسِ بهاءً رَجُلٌ
لمْ يلُحْ في وجههِ من زلَلِ
أنتَ صقرٌ مُنْذُ أن كنتَ فتىً
ألمعياً في الصفُوفِ الأوَلِ
وجوادٌ جامحٌ مُقتحمٌ
ليسَ ترضى بحياةِ الهَمَلِ
أنتَ في الأفذاذِ فذٌ شامخٌ
بطلٌ من نسْلِ فذٍ بطَلِ
من أُبَاةٍ شمخَ الدهرُ بهمْ
في سماءِ المجدِ منذُ الأزَلِ
إنما المجدُ صعودٌ وعُلا
واقتحامٌ ليسَ بالمُسْتَسْهَلِ
إنه صعبٌ على سالِكِه
ما له غيرُ سُعُودِ الفيْصَلِ
شعر/ الحسين الحازمي
23—9—1436 هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق