: قَسَتْ عليكَ الأماني واحتوتْ جسَدَكْ
فصرتَ تأنَفُ منها كلَّ مَنْ قصَدَكْ !
ما كنتَ منذُ استدارَ الحزنُ ملتفتًا
إليكَ إلَّا كسيرًا فاقدًا رشَدَكْ !
هذي المساءاتُ حيثُ الضَّوءُ مُنتبَذٌ
بها .. تضمُّكَ حتَّى تستعيدَ غدَكْ !
من أنتَ ؟! تسألُ من كانوا ومن وُلدوا
وأنتَ وحدكَ تُحصي بالأنا عدَدَكْ !
كأنَّ زندَيكَ ما التفَّا على وترٍ
منَ التأوُّهِ إلَّا أحرقا كبِدَكْ !
فما لقلبِكَ عَشَّاقًا ولا أَحدًا
فقدتَ .. قُلْ أيُّها المسكينُ : من فقدَكْ ؟!
تحثوكَ كالرَّملِ كَفُّ الوهمِ ساخطةً
مُذْ صافحَ الواقعُ المضني هناكَ يدَكْ !
ما زلتَ تقطعُ بيدَ الوقتِ .. فارغةً
خطاكَ من وُجهةٍ تشفي بها صيَدَكْ !
فأيُّ منفى ستُرمى في غياهبِهِ
منفى المساجينِ أم منفى الذي وعَدَكْ ؟!
وأيُّ أقلامكَ اللَّائي سكبتَ بها
حبرًا من الدَّمعِ لمَّا بُحتَ ما جحَدَكْ ؟!
ما ضمَّدتْكَ القوافي ذاتَ أخيلةٍ
إلَّا خشيتَ بأن تفشي لهمْ ضمَدَكْ !
هذي قوافيكَ جوعى .. من سيطعِمُها
إذا ثقُلْتَ ولم تُطلقْ لها عضُدَكْ ؟!
تثيرُ عينيكَ حتَّى لا ترى بهِما
وتستفزُّكَ حتَّى تبتلي جلَدَكْ !
فلا رعَيتَ بها صَدْرًا ولا عجُزًا
ولا فتحتَ لها بابًا لمنْ نقَدَكْ !
فكيفَ تعبرُ للمعنى .. ولستَ ترى
بينَ التَّفاعيلِ أو حَولَ الهوى بلَدَكْ ؟!
ها أنتَ واللَّيلُ محجوزانِ في لددٍ
يراكَ سادِنُهُ الأسمى .. ترى سنَدَكْ ..
فليتَ أنَّكما لم تُنهِيا حُلمًا
حتَّى يخفِّفَ إغفاءُ الدُّجى .. كمَدَكْ !
محمد شاكر نجمي
فصرتَ تأنَفُ منها كلَّ مَنْ قصَدَكْ !
ما كنتَ منذُ استدارَ الحزنُ ملتفتًا
إليكَ إلَّا كسيرًا فاقدًا رشَدَكْ !
هذي المساءاتُ حيثُ الضَّوءُ مُنتبَذٌ
بها .. تضمُّكَ حتَّى تستعيدَ غدَكْ !
من أنتَ ؟! تسألُ من كانوا ومن وُلدوا
وأنتَ وحدكَ تُحصي بالأنا عدَدَكْ !
كأنَّ زندَيكَ ما التفَّا على وترٍ
منَ التأوُّهِ إلَّا أحرقا كبِدَكْ !
فما لقلبِكَ عَشَّاقًا ولا أَحدًا
فقدتَ .. قُلْ أيُّها المسكينُ : من فقدَكْ ؟!
تحثوكَ كالرَّملِ كَفُّ الوهمِ ساخطةً
مُذْ صافحَ الواقعُ المضني هناكَ يدَكْ !
ما زلتَ تقطعُ بيدَ الوقتِ .. فارغةً
خطاكَ من وُجهةٍ تشفي بها صيَدَكْ !
فأيُّ منفى ستُرمى في غياهبِهِ
منفى المساجينِ أم منفى الذي وعَدَكْ ؟!
وأيُّ أقلامكَ اللَّائي سكبتَ بها
حبرًا من الدَّمعِ لمَّا بُحتَ ما جحَدَكْ ؟!
ما ضمَّدتْكَ القوافي ذاتَ أخيلةٍ
إلَّا خشيتَ بأن تفشي لهمْ ضمَدَكْ !
هذي قوافيكَ جوعى .. من سيطعِمُها
إذا ثقُلْتَ ولم تُطلقْ لها عضُدَكْ ؟!
تثيرُ عينيكَ حتَّى لا ترى بهِما
وتستفزُّكَ حتَّى تبتلي جلَدَكْ !
فلا رعَيتَ بها صَدْرًا ولا عجُزًا
ولا فتحتَ لها بابًا لمنْ نقَدَكْ !
فكيفَ تعبرُ للمعنى .. ولستَ ترى
بينَ التَّفاعيلِ أو حَولَ الهوى بلَدَكْ ؟!
ها أنتَ واللَّيلُ محجوزانِ في لددٍ
يراكَ سادِنُهُ الأسمى .. ترى سنَدَكْ ..
فليتَ أنَّكما لم تُنهِيا حُلمًا
حتَّى يخفِّفَ إغفاءُ الدُّجى .. كمَدَكْ !
محمد شاكر نجمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق