إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 26 نوفمبر 2016

( ررياب ) شعر : الحسين الحازمي

( زرياب )

زِرْيَابُ لا تَرْقُبِ الأنْغَامَ واللّحْنَا
تَفَلّتَتْ مِنْ يَرَاعِي النّبْرَةُ الأَحْنَى

عَانَى الفُؤَادُ، وليْلُ الهَمِّ مُعْتَكِرٌ
وما تصَرّمَ قَابَ الهَمّ أوْ أدْنَي

فَرَاحَ يَطْوِي علَى أحْزَانِهِ غُصَصَاً
طوْرَاً يَهِيمُ وطوْرَاً بالأَسَى يُمْنى

ويَسْكُبُ الآهَ، لا الآهاتُ مُجْدِيَةٌ
ولا يَرِقُ له المَوّالُ والمَغْنى

على المُعَانَاةِ فوْقَ الجَمْرِ عِيشَتُهُ
ولا يَبِينُ لهُ مِنْ عَيْشِهِ مَعْنَى

ما بَاحَ يوْمَاً بآلامٍ مُبَرِّحَةٍ
ولا اشْتَكَى مِنْ لَهِيبِ اللّوْعةِ الرّعْنَا

يَفِيقُ منْ سَكَرَاتِ الحُبِّ مُرْتَعِشَاً
وينْطوِي من جوَى أوْجَاعِهِ مُضْنَى

ما كادَ يُبْصِرُ دُنْيَاهُ الّتِي ائْتَلَقَتْ
حتّى تَرَدّى وعَافَ المَشْهدَ الأسْنَى

ضَاعَتْ أمَانِيهِ لا أزْهَارُهُ عَبَقَتْ
ولا بَدَتْ تُضْحِكُ البَاكِي الّذي جُنّا

ما بَالُهَا عَقّتِ الأَنْسَامُ وجْنَتَهُ ؟ 
كَأنّهُ لمْ يَتُقْ للْحُسْنِ أوْ حَنّا

ولا أَثَارَتْ بِهِ الأَشْوَاقُ مِنْ شَجَنٍ
ولا اجْتَوَتْهُ وضَمّ الأَغْصُنَ اللُدْنَا

ولا العَنَادِلُ في أكْنَانِهَا هَتَفَتْ
لِيَجْتَنِي مِنْ جَمَالِ البَوْحِ مَا يُجْنَى

هلِ الرّبِيعُ تَنَحّى عَنْ رُبَاهُ ولا
يَدْرِي بِوَجْدٍ بِهِ آلامُهُ مَثْنَى

يَتُوقُ لِلْحُلْم، والأَحْلامُ ذَاهِلَةٌ
والسُهْدُ أرّقَ مِنْهُ العَيْنَ والجَفْنَا 

يَقْفُو خُطَاهُ ولا دَرْبٌ بِهِ أَمَلٌ
ولا تُخَفِّفُ عَنْهُ دَمْعَةٌ وسْنَى

يَعُقُهُ العَزْفُ ..
لا يَسْرِي بِهِ نَغَمٌ
كَأنّهُ مِنْ قديمِ العَهْدِ ما غَنّى

فلا يَرَى غَيْرَ عُودٍ غَالَهُ خرَسٌ
ودَمّرَ الْوَتَرَ الْحَسّاسَ والأُذْنَا

لرُبّمَا عَادَ يَوْمَاً والْهَوَى جَذِلٌ
وسِحْرُهُ يَسْتَثِيرُ الشِّعْرَ والفَنّا

شعر : الحسين الحازمي
19—10—1436هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق