إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 19 نوفمبر 2016

على الطريق قصيدة لنابغة الشعر الأستاذ / أحمد المتوكل علي النعمي

على الطريق


على مقعد خال جلست إلى الوادي ... وحيدا و في نفسي تهاويم منقاد
أتى ينـثر الأبيات لم يـثن حـرفه ... عن البث ما يثني و قد جاء بالزاد
فأصغي إلى الأشجار والطير كلما ... بعثت ترانيمي وشدوي و إنشادي
و أجتز مما زان شيئا يعينني ... و قد بحت بالخافي مع المنظر الهادي
جلست و في الأحلام آمال طامح ... و أسكـنتها من عزة فوق أطواد
فغنت لي الدنيا و قد جاء صوتها ... ينادي أحب البوح يا ذلك الحادي
تقول ستأتي كل يوم لمقعدي ... و أبقى أسير البوح و الرائح الغادي
فبادلتها شدوي و ناديت في الربى ... حبيبا له أحيا و قد صحت في النادي
أحـب و أشقى إن تمـادى بصده ... و أسعد إن مـد الأيادي لإسعادي
يبعـثرني شـوق ممض لوصله ... و يجـمعني وصل إذا غاب حسادي
وتزهو بها الساعات في مقعدي هنا ... وتبلغها الآهات من أحرف الشادي
فـترسل من يأسـو جـراحا بوردة ... بها من عبير النفس توقا لمـيعاد
و تكرمني بالوصل سعيا لبهجتي ... و قد لبت الآمال في يوم ميلادي
نسيت بها أمسي الذي ضاع حولها ... و قد صنعت صنعا غريبا لإجهادي
نسيت و قـد زورت شـيئا أقـوله ... نغـيب و تسـود الـدنا دون أحـقاد
و لكننا عند التـلاقي نطـير في الـ ... ـهـناء الذي يغـشى كلينا بأبعاد
فذقـنا أمانينا مع الـوصل حـلوة ... نردد في سـمع المسا حـلو أوراد
أحدق فيها من جنوني و لهفتي ... و قد كنت يوما ذلك الباحث الصادي
و أدنو إليها باحـثا عـقد كـفها ... بكف الـذي يدنو بتفـكـير منقاد
فتجذب مشدوها إلى سحر عينها ... و يلحظ أن الليل يخلو بأجساد
و يقطر محـمرا من الحب خدها ... بوجـه منـير في المساءات وقاد
فـيرسم فيها ما تمـنى بلحـظة ... هي المـجد متبوعا بأمجاد أمجاد
و إني أناجي البدر في غامر الدجى ... يفيض سناء في لقاءات أحماد
وكم طاب ليل في مروج خصيبة ... وبتنا نعيش الحب في الملتقى الهادي
و قد ضـمنا بـيت بنـيناه وحدنا ... قـضـينا به عـمـرا لآبـاد آبـاد


الطائرالجريح
أحمدالمتوكل بن علي أحمد النعمي
جازان - حرجة ضمد
21 - 12 - 1421 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق