حتّى متى يا لاهياً لا ترْعَوِي
لابدّ للقلبِ المُضلّلِ أن يعي
لابدّ للرُوحِ العليلةِ أن ترَى
نوراً بليلٍ حالكٍ مُتقشِّعِ
لابدّ من قبَسٍ بدربِكَ مُشرِقٍ
يُفضِي إلى أُفِقٍ البهاءِ الأرْوَعِ
حنّتْ إلى البلَدِ الحَرَامِ ركائبي
إذ أقبلتْ نحْوَ النّجِيعِ المُمْرَعِ
ولها من الرّحمَن أعْظَمُ مأْملٍ
والبُشْرَياتُ تلوحُ للمُتَطلّعِ
في رحلةٍ ما بيْنَ شوقٍ جارفٍ
حيناً، و نجوى مؤمنٍ متضرِّعِ
لا برء للأدْوَاءِ يا ربُ الورى
إلا بعفْوِكَ والجنَابِ الأمْنَعِ
يا ربِّ إني عندَ بابِكَ واقفٌ
ما لي سِواكَ لأنّتي ولأَدْمُعِي
رَحلَتْ سنون العُمْرِ لمْ أشْعُرْ بِهَا
لكنّما الأحْزَانُ ما زالتْ معي
كلُ الهُمومِ بِثِقْلِهِنّ تدَافَعتْ
هلّت عليّ من الجِهَاتِ الأرْبَعِ
حتّى أتيْتُ حِمَاكَ أنْتَشِلُ الخُطى
أهفُو لأعذب موردٍ مُتدَفِّعِ
هذا مَقَامُ النّاهِلينَ جَدَاكَ مِنْ
مُتزَوِّدٍ نُعْمَى ومـن مُتَظَلِّـعِ
أشتاقُ أنْهَلُ من ينَابيعِ الرِّضَا
وأذوقُ طعمَ الأُنْسِ دون تَمنُعِ
كأسُ المعَاصي يا إلهي مُرّةٌ
وأنا لفرطِ شقاوتي لمْ أقْلِعِ
غفرانَكَ اللهمّ ما ليَ حِيلَةٌ
إلاكَ يمحُو حوْبَتي وتوجُعِي
هذى هِبَاتُكَ للحجيجِ عظيمةٍ
ما حظُ عبدٍ في الحياةِ مُضَعْضَعِ
هبْني من النّفَرِ الذين توافدُوا
من طائفينَ وساجدينَ ورُكّعِ
لولاكَ يا ربّاهُ ما أمـلُ الذي
لمْ يدْرِ في مسعاهُ أيّةَ منْجَعِ
بين التّرقُبِ والرّجَاءِ دُعَاؤُهُ
ولأنتَ أسرعُ منْ يُجِيبُ إذا دُعِي
الحسين الحازمي
1436/12/9 هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق