إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016

* إلى الدنيا * قصيدة للطائر الجريح / أحمد المتوكل علي النعمي

إلى الدنيا


دعيني في المدى حرا دعيني ... أنا صلب المراس ولي يقيني
و قولي كلما أعلـنت بأسي ... عليك , تركتني تبكي عيوني
لأني ما وجدت إليك دربا ... لكي أغويك في أزهى فنوني
دعيني إنني ما بين قومي ... أمين سـار في ركـب الأمين
صدوق لا أريد سوى نجاح ... و توفيق على مـر السـنين
و لست بمن أتاك يريد شيئا ... فنفسي لا تقر على مجون
و لست بجامد يرضيه فتح ... فيركن بئس قاضية الركون
و لست بيائـس غـر لعـوب ... و لن أغضي على شـر مبين
و إني في المعالي سوف أبقى ... قنوعا في التحرك والسكون

***********

دعيني إن في التقوى لباسي ... و فيك مباهجا لا تهتويني
أهين المال من زهد و مابي ... سوى شوق لخـاتمة تقيني
و تغمزني النـساء فما أبالي ... بما فيهن من لحظ العيون
و ما قد رق من خصر و نهد ... تكور شـامخا فوق المتون
دعيني و اجعليني في فكاك ... إذا ما رمت حبسي كالسجين
فإني في ركاب الصحب أمضي ... و قرآني ضياء في جبيني
و هدي محمد منهاج روحي ... قبضت عليه حبا في يميني
فأذكر خالقي في كل نبض ... و أنفاس و سعي في سنيني
أفاض بأنعـم تترى و تترى ... بها أحـيا و أرفـل كل حين
و ما زلت المقصر يا إلهي ... بشكر إن شكرتك يا معيني

***********

أدنيـاي اللئيـمة إن غيري ... يحـبك بل تأثر بالـرنـين
و في بلواك يغمسه جنون ... بما يغري فسحقا للجنون
فيخبط خبط عشواء و يمسي ... و يصبح في اللذائذ كالعجين
تشكله الرغائب و هو فيها ... أسـير دونما خـلق و دين
كأن فـؤاده كـفـا غريق ... تفرقـتا بأمواج الشـجون
رنا للشط و اشتاق الروابي ... بفقر ثم أوغل في الديون
و أفلت نفسه و الموج قاس ... و أهلكها بمعترك الظنون
و حاول جاهدا يرجو نجاة ... و هل يرجو النجاة بلا سفين ؟
أدنياي الدنية ليس يغني ... عن العبد الضعيف سوى اليقين
دعيني لـن أبالي بالـرزايا ... بأهل أو بصحـب أو بنـين
أصارعها بإيـمان و صـبر ... جميل صامد صلب مكين


الطائر الجريح
أحمدالمتوكل بن علي أحمد النعمي
جازان - حرجة ضمد
18 - 1 - 1414 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق