إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 26 نوفمبر 2016

فثار الشوق في دمها للشاعر / أحمد المتوكل علي النعمي

فثار الشوق في دمهم و ثاروا


أثـار العـاشـقـين هـنا ادكار ... و عـكر صفو رغـبتهم قـرار
تحرك في ركود الماء شئ ... فثار الشوق في دمهم و ثاروا
و هيجهم على التذكار بوح ... و تاقـوا للرحيل لها و حاروا
فحيرتهم تقيدهم و تقسو ... على فكر و في العين احمرار
و هل يلقون من أمل يقيهم ... متاعبهم و قد طال انتظار ؟
بهـم في كل يوم من سؤال ... حـزين لا جـواب له انفـطار
فما اسطاعوا رحـيلا للروابي ... و أخر ركبهم عنها حـصار
و صالت في مآربهم صروف ... غريبـات و غاب المستشار
بنـبرة حـائر يـعـلو حديث ... رقـيق يسـتـنـير بـه الحـوار
حديث لا يمل و فيه شـوق ... لـدار من محـبتـهم تـزار
و في النفس الحنين نمى وهامت ... مشـاعر في تأججـها كثار
يمـنون النفـوس بقـرب يوم ... يحـلق في سـعــادته الخـيار

***********

و نفسي ترقب الأصحاب شزرا ... و أجهل ما الذي بغد يدار
غرقت بوحـدتي و الليل داج ... و عـتمته لـمن غــرقوا ستار
تراهم يصرخون بحـب ليلى ... و قـد هـتفت لأن يأتوا الديار
و بت كشـاعر أزجـي البرايا ... غــرامي و الغـرام بها شعـار
و فيها لا أمـل من التغـني ... و قـد غـنى و مـا مل الكـبار
يعـاني إن نأى عنها و ينعى ... تخـلفه و يسـعفه اصطبار
يباري في السباق الحر صحبا ... و يرقبهم و في الجوف استعار
و إن أزف الرحيل فكل وجه ... سعـيد باسـم صاف نـضار
تحـلق روحـه و يطير بشـرا ... بفرحـته إذا اقـترب المـطار
و يفرح حين يحضنه فضاء ... و يأنس حــين تصحبه البحار
فيعـلوها و يسبح في خيال ... و يحلـو في تأمـله المـسار
كأن غرامـها للقلب سـجن ... و ذكراها لمـن يهـوى سوار
ندور بحبها و نميد عـشـقا ... و يجمل في الجنون بها مدار
و نصـدح بالقـوافي لا نبالي ... بمـا فـيـها و مـا فـينا يثـار

**********

أيا أم الحسين كتمت شوقي ... شـهـورا ثم داهـمني انفجـار
و يا أم الحسين خذي هتـافي ... و عـذري و الهتاف بها اعتذار
و يا أم الحسين إليك شـدوي ... فهل شـدوي بها عيب و عار ؟
و مثلك يعـذر المجـنون فيها ... و فـيـها لا يـقـر لـه قـرار
و هل جن الجميع بها و فيها ... قصائدهم و ما يخفى الشعار ؟
فبحت بما ألاقي دون زيف ... و إني هاهنا و الصحب ساروا
خـيول الـراحلين لها صهيل ... و مـن أقـدامـها ثار الغـبــار
سروا نحو الجمال هناك ليلا ... فيوقـظهم إذا وصـلوا النهار
و نحـن خيولنا نظـرت إلينا ... بحسـرتنا و لـيـس لـنـا خــيار
كأني حـين أرقـبـهم بعـيني ... و قــد رحلـوا لعـمـتـنا أغـار
أما و الله لـو تجـدين وجدي ... لـما وسعـتك في جـازان دار
أراهم في الربى هاموا سكارى ... و فـي أرواحـهم نـور و نـار
و قد قاسـوا مـع الأيام وجدا ... يلوعـهم و فيـمن ذاب صاروا
يعـيدون الزمان فليت شعري ... متى كأس الهوى ملئى تدار ؟
فأرشف من قداح الحب كأسا ... لأمـلأ خافـقي و البدر جـار 
ينادمـني فأسـبح في هـواه ... حـديثا لا يجـوز به السـرار

**********

فيا شـوقا سلبت العقـل مني ... بذكـرى كل ما فـيها دمـار
و تفـكـير و أحــلام و هــم ... و مـاض عاشـه مـنـا كـثار
فتختلف الضلوع بنبض صدري ... و عـقـلي في تذكـره يحار
و أذكـر من يكـفر عن يمـين ... ليقـصدها و ما نفـع الظـهار
أرى من عـذب الآلاف سبكا ... و تصويرا به يزهـو المـسـار
وقـوفا هاهـنا و القلب يرنو ... و مـاضيه الجمـيل لـه دثار
فـشــلالاتها سحـرا تهــادت ... و في شطــآنها غنى المحـار
أظل إلى السماء تجول عيني ... و قـد غـنى مع الدنيا هـزار
فيتعب ناظري و يذوب قلبي ... و يغلب عـقلي الساهي دوار
و أكتم بعض ما يجري و شعري ... يغالطني و في الحرف انكسار
و أحلم بالرحـيل لهـا قـريبا ... و أحــلام الحـبيب لها اعـتبار
تزار جـنـانها و يهـام فـيها ... ربيعا , بل يخـاض بها غـمار
و فيها يلتـقي من هـام عشقا ... بمحـبوب فـتخـضر القـفـار
و تجتمع الغيوم و في الحشايا ... ستمطر و الوجود لها مزار
و تعبق بالعبير زهـور روض ... و قـد طـابت بنضرتها ثمـار
و في سحر المساء لنا حديث ... يزول بوقـعه الـزاهـي وقـار


الـطـائر الجـريـح
أحمد المتوكل بن علي احمد النعمي
جازان - حرجة ضمد
١٤٢٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق