( قيم راقية لمشاركات مسؤولة في مواقع التواصل الاجتماعي ) إن المتابع اليوم للمشاركات والنقاشات وما يطرح في مواقع التواصل الإجتماعي وحتى في وسائل الإعلام المختلفة يجد أنه أمام فضاء مليئ بالغث والسمين وأن الحكمة في هذا الفضاء تتطلب أن يأمن الانسان فيه على دينه ونفسه وأسرته ٠ إن بعض ما يطرح اليوم في هذا الفضاء لا يراعي إلاًّ ولا ذمة ولا تحكمه حدود جغرافية ولا ثقافة معينة ولا تقيده قيم أو قوانين منظمة ٠ إنه في ظل هذا الواقع ودخول هذه المواقع معظم البيوت بدون استئذان وما يترتب أحيانا على هذا الدخول من أضرار وكوارث فإنه أصبح من المناسب تجديد الأساليب وتحديث الأدوات لنشر المبادئ والقيم المستمدة من عقيدتنا الإسلامية بشكل أكبر ومؤثر والتي ترشد وتهيئ لمشاركات فاعلة ومسؤولة في مواقع التواصل الإجتماعي ونشر ثقافة البحث الآمن وتفعيل الدور الوطني المطلوب من المشاركين والمتصفحين لهذه المواقع ٠ أن نشر مثل هذه القيم بشكل أكبر وتوعية المشاركين بما تبثه هذا المواقع من أضرار وسموم تستهدف هذا الوطن وأبنائه ستؤطر لأبناء هذا الوطن المشاركات الفاعلة والمسؤولة في هذه المواقع وفق ثوابت عقيدتنا الإسلامية ووحدة وطننا وقيم أخلاقنا ومبادئنا التي تمكنهم من القدرة على تميز الغث والسمين واختيار ومتابعة المفيد ٠ إن نشر مثل هذه القيم سترتقي بالمشاركة في هذه المواقع إلى مشاركة مسؤولة ووطنية لأبناء وطننا خاصة مع المواقع التي تتطاول وتمس ثوابتنا الأساسية في هذه البلاد كما ستساعد على وضع منهجية واضحة لأبناء الوطن للمشاركة الفاعلة والتواصل الإيجابي في هذه المواقع للمحافظة على مجتمعنا المثالي الذي تسوده القيم والألفة وأخذ المفيد وتبادل الخبرات وتوضيح الحقوق والواجبات للمشاركين في هذه المواقع ودورهم الوطني المأمول تجاه كل ما يمس عقيدتهم أو يمس وحدة وطنهم وأمنه أو النيل من قيادتهم بحيث يكون جميع أبناء الوطن صفا واحدا لترسيخ هذه الثوابت وصفا واحدا أيضا للدفاع عنها ضد كل ما يتطاول على هذه الثوابت ٠ إن بعض أبنائنا اليوم في هذا الوطن لا يدركون أن وطنهم مستهدف أكثر من أي وقت في عقيدته وأمنه وشبابه ووحدته وأن بعض مواقع التواصل أصبحت أسلحة بيد أعداء الوطن في الداخل والخارج بعد أن وجهت هذه الأسلحة للنيل من ثوابت وطننا بل وسخروا هذه المواقع كأسلحة ضده بعد أن عجزوا عن استخدام الأسلحة المعتادة ٠ إن كل سعودي اليوم من أبناء هذا الوطن ( خاصة مرتادي و متابعي هذه المواقع ) هو رجل أمن لايقل في واجبه ووطنيته عن واجب ووطنية رجل الأمن الذي يحرس أمن الوطن ويحمي حدوده من الأعداء ٠ إن أبنائنا اليوم يجب أن يعلموا أن دورهم في هذه المواقع هو التصدي للإشاعات المغرضة لوطننا وتحصين أنفسهم ضد الأفكار الضالة والهدامة التي تهدف للإضرار بهم وبوطنهم وعدم الانجراف وراء التظليل الاعلامي ٠ إن الجميع في هذا الوطن خاصة الشباب يجب أن يعلموا إنهم مستهدفون ومحسودون على نعمة الأمن والامان والعيش الكريم والشرف العظيم الذي شرف الله به بلادهم في خدمة المشاعر المقدسة و ماحبى الله به بلادهم من قيادة حكيمة ورشيدة تحكم بشرع الله وتدافع عن حدوده ٠ أن نشر هذه مثل القيم بشكل أكبر وبأساليب حديثة ونشر ثقافة المشاركة الوطنية الفاعلة والمسؤولة في مواقع التواصل سيساعد على استمرار نشر عقيدتنا الصحيحة في هذه المواقع وستؤكد على وحدتنا وتمسكنا بقيادتنا في هذه البلاد كما ستساعد على نشر قيم التسامح وروح الألفة بين أبناء الوطن وتبادل الفائدة بينهم أثناء مشاركاتهم في هذه المواقع كما ستوضح لهم بشكل أكبر الأسس السليمة للحوار والنقد الهادف الذي يخدم المصلحة العامة وإن حرية الرأي والنقد الهادف في هذه المواقع هو حق مكفول لأبناء هذا الوطن طالما أن هذا النقد وهذه الحرية لا تمس الثوابت الأساسية لعقيدتنا ووحدة وطننا وقيادتنا ولا تسيئ للأخرين والنيل منهم ٠ إن نشر مثل هذه القيم ستوضح أن قدرات الآخرين ومستوى فكرهم متباين وأن القبول بهذا التباين والرأي والرأي الآخر في هذه المواقع والتغاضي عنه أحيانا هو أمر مرغوب ومطلوب لأستمرار الألفة والمحبة بين أبناء الوطن كما ستوضح أن معيار القيمة في حديث الإنسان هو مقدار ما يحمله من حكمة وصدق وما يتركه هذا الحديث من أثر جميل لدى الأخر ٠ كما أن نشر مثل هذه القيم بشكل أكبر ستوضح الفرق بين الحوار الراقي وبين الحوار المتشنج الذي يصل بالحوار الى طريق مسدود وما يصاحبه من حقد وكراهية كما ستوضح التعامل الراقي الذي يجب أن يتعامل به المتحاورين في هذه المواقع خاصة مع خلافاتهم فالتغاضي وعدم التدقيق وتقبل الاختلاف بدون خلاف وتحمل أخطاء الآخرين والدعوة بالموعظة الحسنة والكلمة الطيبة هو نهج أصيل في ديننا الإسلامي بل وكان سببا من أسباب أسلام بعض الصحابة رضي الله عنهم وحبهم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى في سورة ال عمران (( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضوا من حولك فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين )) إنني أرى أن تجديد الأساليب الحديثة والأدوات الفاعلة والتي ستساعد على نشر هذه القيم بين أبناء الوطن بشكل أكبر ومؤثر تحتاج لمركز وطني متخصص ( على غرار مركز الملك عبدالعزيز للحوار ) بحيث يعنى هذا المركز بنشر قيم التواصل والبحث الأمن في مركز التواصل الاجتماعي ونشر هذه القيم بشكل أكبر على مستوى الأسر والمدارس والجامعات ومؤسسات العمل العامة والخاصة وغيرها ٠ ختاما أسأل الله رب العرش العظيم ان يحفظ وطننا وقيادتنا وشعبنا وأن ينصر جنودنا ويرحم شهدائنا وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان وأن يوفقنا جميعا لكل خير ٠. كتبه محمد قاسم عواجي النعمي - مشرف تربوي سابق ٠ حرر في ١٤٣٨/٢/٢٧
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
الأحد، 27 نوفمبر 2016
السبت، 26 نوفمبر 2016
( طوقتني جازان ) للأستاذ الشاعر / الحسين إسماعيل الحازمي
طوّقتني جازانُ بحرا وشطا
وجبالاً بكلّ ما كان يُغري
بالجمالِ الفريدِ حين تناهى
لا يدانيه سحرُ ماسٍ ودرِّ
وحديثٍ هنا هناك بريئ
وغرامٍ ما باحَ يوماً بسرِّ
أناْ يا جازانُ الهوَى ذُبْتُ حُبّا
بثراكِ الطّهورِ من غيْرِ وِزْرِ
أرْضعتني عيناك وجداً شهيّاً
عنبريّ الأريجِ في الرّوحِ يَسْرِي
كانَ حِسّاً مُرقْرَقاً وشعوراً
في دُرُوبِ الهوَى كنثّةِ عطْرِ
سلكتْ للسّماءِ روحي ارْتقاءً
وسكنتُ السحابَ طيلةَ عُمْرِي
لستُ أدْري ما الأرضُ ما ساكنوها
لا أبالي بالتّبرِ ساعةَ عُسْرِي
لم تكنْ دنيايَ غيرَ كتابٍ
وحديثٍ ينسابُ من ثغرِ زهْرِ
هذه عيشتَي وهذى حيَاتي
في جُنونِ المُنى تَهِيمُ بِسِرّي
أناْ أُلعوبَةٌ بكفِّ الأماني
وفؤادي ما ضاق ذرعاً بأمْري
غيرَ أنّي وللأماني اختلابٌ
لستُ أعنو لغيرِ ربّي بفِكْرِي
شعر : الحسين الحازمي
( ررياب ) شعر : الحسين الحازمي
( زرياب )
زِرْيَابُ لا تَرْقُبِ الأنْغَامَ واللّحْنَا
تَفَلّتَتْ مِنْ يَرَاعِي النّبْرَةُ الأَحْنَى
عَانَى الفُؤَادُ، وليْلُ الهَمِّ مُعْتَكِرٌ
وما تصَرّمَ قَابَ الهَمّ أوْ أدْنَي
فَرَاحَ يَطْوِي علَى أحْزَانِهِ غُصَصَاً
طوْرَاً يَهِيمُ وطوْرَاً بالأَسَى يُمْنى
ويَسْكُبُ الآهَ، لا الآهاتُ مُجْدِيَةٌ
ولا يَرِقُ له المَوّالُ والمَغْنى
على المُعَانَاةِ فوْقَ الجَمْرِ عِيشَتُهُ
ولا يَبِينُ لهُ مِنْ عَيْشِهِ مَعْنَى
ما بَاحَ يوْمَاً بآلامٍ مُبَرِّحَةٍ
ولا اشْتَكَى مِنْ لَهِيبِ اللّوْعةِ الرّعْنَا
يَفِيقُ منْ سَكَرَاتِ الحُبِّ مُرْتَعِشَاً
وينْطوِي من جوَى أوْجَاعِهِ مُضْنَى
ما كادَ يُبْصِرُ دُنْيَاهُ الّتِي ائْتَلَقَتْ
حتّى تَرَدّى وعَافَ المَشْهدَ الأسْنَى
ضَاعَتْ أمَانِيهِ لا أزْهَارُهُ عَبَقَتْ
ولا بَدَتْ تُضْحِكُ البَاكِي الّذي جُنّا
ما بَالُهَا عَقّتِ الأَنْسَامُ وجْنَتَهُ ؟
كَأنّهُ لمْ يَتُقْ للْحُسْنِ أوْ حَنّا
ولا أَثَارَتْ بِهِ الأَشْوَاقُ مِنْ شَجَنٍ
ولا اجْتَوَتْهُ وضَمّ الأَغْصُنَ اللُدْنَا
ولا العَنَادِلُ في أكْنَانِهَا هَتَفَتْ
لِيَجْتَنِي مِنْ جَمَالِ البَوْحِ مَا يُجْنَى
هلِ الرّبِيعُ تَنَحّى عَنْ رُبَاهُ ولا
يَدْرِي بِوَجْدٍ بِهِ آلامُهُ مَثْنَى
يَتُوقُ لِلْحُلْم، والأَحْلامُ ذَاهِلَةٌ
والسُهْدُ أرّقَ مِنْهُ العَيْنَ والجَفْنَا
يَقْفُو خُطَاهُ ولا دَرْبٌ بِهِ أَمَلٌ
ولا تُخَفِّفُ عَنْهُ دَمْعَةٌ وسْنَى
يَعُقُهُ العَزْفُ ..
لا يَسْرِي بِهِ نَغَمٌ
كَأنّهُ مِنْ قديمِ العَهْدِ ما غَنّى
فلا يَرَى غَيْرَ عُودٍ غَالَهُ خرَسٌ
ودَمّرَ الْوَتَرَ الْحَسّاسَ والأُذْنَا
لرُبّمَا عَادَ يَوْمَاً والْهَوَى جَذِلٌ
وسِحْرُهُ يَسْتَثِيرُ الشِّعْرَ والفَنّا
شعر : الحسين الحازمي
19—10—1436هـ
( سيذكرك التأريخ ) للشاعر / الحسين الحازمي
"سيذكرك التاريخ"
أَبَا متعب كيفَ السّبيلُ فأَنْطِقُ
لِسَانِيَ مَعْقُودٌ وشعريَ مُوثَقُ
لدى حسْرةٍ، أما الدّمُوعُ فوابلٌ
وأما فؤاديْ في النّوى فَمُمَزّقُ
كأنّ بِصَدْرِيْ لوْ عَلِمْتَ قِيامَةً
وجمراً على نارِ الفجيعةِ يُحْرِقُ
أنوءُ بأحزاني وهمّي وليسَ لي
إِذَا ما كَوَاني الفَقْدُ من يتَشفّقُ
بكيْتُ وهلْ يُجْدِي الْبُكَاءُ من الجوَى
تكادُ له روحي الْحَزِينَةُ تُزْهَقُ
أبا متعب لو كانَ غيرُك لمْ أُطِلْ
عليه بُكاءً ليسَ فيه تمَلُقُ
فما كل من يبْكِيهِ باكٍ بحُرْقَةٍ
يُوَازِيكَ أو يرثيهِ راثٍ مُفلِّقُ
فَقَدْنَاكَ فُقْدَانَ الصحارى لعارضٍ
تدفّق في أنْحَائِها فهْوَ مُغْدِقُ
فَقَدْنَاكَ فُقْدَانَ الْيَتِيمِ لِوَالِدٍ
يَحِنّ عَلَيْهِ كُلّ حِينٍ ويرْفِقُ
ألَسْتَ الْعَطُوفَ البَرّ في كُلِّ حالةٍ
وقلبُك رَوْضٌ بالمَحبّةِ يَعْبُقُ
ألمْ تضرب الأمثالَ في الجود والنّدى
ولا حاتمُ الطّائِيّ أيّانَ يُنْفِقُ
تظَل تُسَاقِينَا ودادَكَ دونَمَا
ملالٍ، وأحْلى الودِّ ما يتَرَقْرَقُ
وكنتَ كغَيْثِ السُحْبِ لا كفّ وكْفُهُ
وكنتَ كمَاءِ النّبْعِ بالخيرِ يَدْفُقُ
وكنتَ تُداوي النَّاس َمن كلِّ عِلّةٍ
وما كنتَ تشكُو الدّاءَ وهْوَ يُؤَرِّقُ
وكنتَ رؤُوفاً بالرعيّةِ حانياً
وأيّامُك الحَسْنَاءُ بالسّعْدِ تُشْرِقُ
ولمْ يَخْلُ منها في بلادِكَ موضِعٌ
وإنْ طالَ فيه حُسْنُهُ المُتَأنِّقُ
رأيْنَاكَ إذْ وجْهُ الطّوَاغِيتِ أسودٌ
ووجهُكَ وضّاءٌ وثَغْرُك أبْلقُ
وما ذاكَ إلا الدِّينُ والطهْرُ والتّقى
وذاكَ صلاحٌ في محيّاكَ يبْرُقُ
تدثّرْتَ بالإسلام نهْجَاً وشِرْعَةً
وراياتُكَ الخضْراءُ تَسْمُو وتَخْفِقُ
سيَذْكُرُكَ التّارِيخُ يا خيرَ حاكمٍ
بأنّك رغْمَ الحَاقِدِينَ المُوَفّقُ
شعر/ الحسين إسماعيل الحازمي
(جازان ـ الظبية) 1436/4/5هـ
(الموت) قصيدة للأستاذ / الحسين الحازمي
الموتُ في النّاسِ اسْتَعَرْ
كالْجَمْرِ يرْمي بالشّرَرْ
لمْ يَنْجُ منهُ مَنْزِلٌ
إلا رمَاهُ واكْفَهرْ
يُمْعِنُ فيهِ بالأَسَى
وما تخفّى واسْتَترْ
أَعْدَاؤُنا تآمرُوا
على افْتِعَالِ كُلِّ شَرْ
والمسلمونَ تائهونَ ـ
عائشونَ في خَدَرْ
فما اسْتفاقُوا لا، ولا
تَجَنّبُوا هذا الخَطَرْ
ولا اتِّعَاظٌ صَادقٌ
كأنّما زاغَ الْبَصَرْ
وليسَ من مُعْتَبِرٍ
ممّا يلُوحُ من عِبرْ
فلا عُلُومَ تُجْتَنى
مثلَ أطَايبِ الثّمَرْ
ولا طُمُوحٌ للعُلا
ولا ارْتِيَادٌ للقَمَرْ
وكيْفَ تَعْلُو أُمّةٌ
تعيشُ ما بَيْنَ الحُفَرْ ؟
كأنّ في تاريخِهَا ـ
العظيمِ لمْ يحكُمْ عُمَرْ
ولا حَكَمْنَا دوْلَةً
ضَمّتْ فَرَنْسَا والمَجَرْ
ولا عَلَتْ أعْلامُنا
خفّاقَةً بَحْرَ الْخَزَرْ
ولا اكْتَسَبْنا عِزّةً
قَعْسَاءَ أو مَجْداً غَبَرْ
حتّى يجُولَ بيْنَنا
مثلُ جمَالِ بْنَعُمَرْ !!
يَسْعَى بخُبْثٍ ظَاهِرٍ
في محْفَلٍ ومؤْتَمَرْ
يُصْلِحُ بيْنَ قَوْمِنا
وهْو من الأفْعى أَضَرْ
يا ليْتَ قَوْمي يحْذَرُونَ ـ
قبْلَ لا يُجْدِي الحَذَرْ
فلا أمَانٌ يُرْتَجَي
مِنْ رَجُلٍ فيهِ نَظَرْ !!
بلْ في هُدَى قُرْآنِنَا
وهَدْي سَيّدِ البَشَرْ
إِسْلامُنا فيهِ النّجَاةُ ـ
والفَلاحُ والظّفَرْ
الحسين الحازمي
(نمّ بعين الشعب) للشاعر الأستاذ / الحسين الحازمي
نمْ بعيْنِ الشّعب
نمْ بعيْنِ الشّعبِ يا ابْنَ الفَيْصَلِ
وبقلبٍ من حريرٍ مُخْمَلِ
يا سعوداً نمْ قريراً هانئاً
وعن المُهجَةِ لا تَرْتَحِلِ
هادئاً مثلك يغفو ساكناً
بعد عيشٍ مرهقٍ في العَملِ
أيّها الرّاحلُ عن دنيا الأسى
لم تَلِنْ حتّى بُلوغِ الأجَلِ
لم تكُنْ إلا مثالاً نادراً
حينما قُمْتَ بعبءٍ مُثْقَلِ
وتحدّيْتَ الصُعوبَاتِ الّتي
كنت فيها، رغمَ كلِ العِلَلِ
أنتَ والعزمُ حليفانِ كما
أنتَ والحكمةُ فوقَ الأمَلِ
يا أميراً نابغياً ملهماً
مستضيئاً بسناءِ المُثُلِ
ما تلهّيْتَ بعيشٍ زائلٍ
كنت عن لألائهِ في شُغُلِ
أنتَ توّجْتَ مساعيكَ تُقىً
ونقاءً ليسَ بالمُنْتَقِلِ
أكثرُ النّاسِ بهاءً رَجُلٌ
لمْ يلُحْ في وجههِ من زلَلِ
أنتَ صقرٌ مُنْذُ أن كنتَ فتىً
ألمعياً في الصفُوفِ الأوَلِ
وجوادٌ جامحٌ مُقتحمٌ
ليسَ ترضى بحياةِ الهَمَلِ
أنتَ في الأفذاذِ فذٌ شامخٌ
بطلٌ من نسْلِ فذٍ بطَلِ
من أُبَاةٍ شمخَ الدهرُ بهمْ
في سماءِ المجدِ منذُ الأزَلِ
إنما المجدُ صعودٌ وعُلا
واقتحامٌ ليسَ بالمُسْتَسْهَلِ
إنه صعبٌ على سالِكِه
ما له غيرُ سُعُودِ الفيْصَلِ
شعر/ الحسين الحازمي
23—9—1436 هـ
عودي إلى القلب رائعة الشاعر / الحسين الحازمي
عُوُدِي إلى القَلْبِ يَكْفِي مَا يُعَانيهِ
اللهُ يعلمُ ما تُخْفِي حوَاشِيهِ
عُوُدِي إِلَيْهِ فَكَمْ هَدّ الحَنِينُ بهِ
روحاً، وكمْ رُوحُهُ بالشّوْقِ تَصْلِيهِ
لُوُحِي لهُ إنْ يَكُنْ مَرْآكِ يُنْعِشهُ
فليْسَ يَبْرَأُ إلا أنْ تُدَاوِيهِ
تاهتْ أمَانيهِ والأفْرَاحُ تَائِهةٌ
عَنْهُ، وهَجْرُكِ أرْدَاهُ ويُرْدِيهِ
ورُبَّمَا طَابَ إن نَهْنَهْتِ كُرْبَتَهُ
ببَسْمَةٍ مِنْكِ، مِنْ عَيْنيْكِ تُحْيِيهِ
الوَرْدَةُ الْحُلوةُ الإيحَاءِ مُنْعِشَةٌ
لِكُلِّ قلبٍ ترَدّى في مآسِيهِ
سَعَى حَثِيثاً إلى الماضي .. إلى زمنٍ
عَذْبِ الصّبابةِ كيْ يَجْني مَجَانِيهِ
يقُولُ: ما ضَرّ مُلتَاعِينَ لوْ رَشَفُوا
مِنْ كرْمَةِ العِشْقِ، مِنْ أحْلَى سوَاقِيهِ
ومَا عَلَيهِم؟ كُؤُوسُ الحُسْنِ طافِحَةٌ !!
وفي القُلوبِ غَرَامٌ عَزّ آسِيهِ
إنّي ظمئتُ فهَلْ أحْسُو بِهَا شفةً
ريّا مُطَيّبَةً مِنْ غَيْرِ تَمْوِيهِ
فِيهَا شِفَاءٌ وطعمٌ سَائِغٌ وَدَدٌ
والمُسْتهَامُ أنَا تشكُو قوافِيهِ
شعر : الحسين الحازمي
إلى روح والدي رحمه الله للشاعر الأستاذ / الحسين الحازمي
إلى روح والدي
رحمه الله تعالى...
لُحْ على الدُنْيَا كطيفِ الشّفقِ
وابتسـاماتِ الصّبـاحِ المُونَـقِ
وجـمـالٍ فـاقَ في هـالاتِـهِ
ضحكةَ النّجـمِ وزهْـوَ الألـقِ
وشُعـاعٍ فـي أراجيـح السّنى
وأنَـا فـيـه بشـوقٍ أرْتـقِــي
لُـحْ على الدنيا كبدرٍ يا أبي
فـي بـهَــاءٍ ورؤىً كالـفَـلَـقِ
افتقدتُ البسمةَ الأحنى على
ثغـركَ المبتـهـجِ المُؤتَـلِـقِ
وسجـايـاكَ مُـروءاتُ العُـلَـى
حـافــلاتٌ بكـريـمِ الخُـلُـقِ
آيةُ البشـرِ تجلّتْ كالضُحى
في مُحيّـاك النّـدِيِّ المُـورِقِ
جلّ من أنشـاكَ ورداً عابقـاً
من بشـاشـاتِ ربيـعٍ مُـغـدِقِ
روضـةٌ أنـتَ أبـي بـاسِـقَـةٌ
ضوعةُ العطرِ ونشرُ الحبَـقِ
أنـتَ روحٌ نـثـرتْ أطيـابَهـا
في عروقي بالشّذى والعبـقِ
سوف تبقى في كياني سرمداً
كـشُـروق الأمــلِ المُنـبـثِـقِ
جنـةً قـدْ أشـرعتْ أبوابَهـا
لمْ تغِبْ لو لحظةً عن حدَقي
لُـحْ كمَـا أنت أمامـي هـالـةً
تَغْسِلُ الحُزْنَ عن القلبِ الشّقِي
ليسَ من هـامَ على أوجاعِهِ
مثـل من شـعّ بوجـهِ الأُفُـقِ
لمْ تمُـتْ يا والدي، مِتّ ُ أنَـا
مـنـذُ أن ودّعتَنِـي لـمْ أَفِـقِ
مثلما يُدْفنُ ميْتٌ في الثّـرى
دُفِنتْ رُوحي بِـهَـمٍّ مُطـْبِـقِ
نهبتْ أحـزانـيَ العُمْـرَ ومـا
أبقت الأحـزانُ لي مـن رمَـقِ
الحسين الحازمي
1437/8/5هـ
بكيل أنت للشاعر / ماجد الحجاجي
كيف يَلتذُّ بالهوى آدميُّ
كلّ أيامِهِ شَقيٌّ ..شَقيُّ ؟!!
طار فرداً ولم يُعرّجْ عليه
من ذويه مساندٌ أو وليُّ
ما استجادوا غناءه حينَ غَـنَّى
لا يُحِـبُّ الجميلَ قـُبْـحٌ غـَنـيُّ
كيف لا تسكر القلوب سُلافٌ..؟
لو تذوقان..خَمرُهُ بَابليُّ؟
عصر الله كرمةً في يديه
وكؤوساً بها يهيم النبيُّ
تعشق الأرض خطوه حين يمشي..
وبه يحتفي النَّدى والنَّديُّ
أنتما كالنهار والليل روحاً
ليس يهوى الدجى صباح بهيُّ
إنهم قصة الخمول المرائي
يا ابن ذاتي وأنت صيتٌ دويُّ
إنهم يكرهونه لا لشيءٍ
وهما في الحياة مَيْتٌ وحيٌ
يتلاشونَ كالفقاقيع ..مَروا
وهو باقٍ على الفناءِ عصيُّ
كم توافيك من صنوف الهدايا
بسمةٌ مُـرَّةٌ وموتٌ خَفيُّ
القبيحان يَستثيرانِ روحي
يَستغلانِ طُهرها يا نقيُّ
كلُّ جرحٍ مع الزمانِِ سيُشفى
وَسَيُعييكَ جـُرحُك المـعنويُّ
لفَّ أو دار..أو تراءى..توارى
يتذاكى عليكَ وهو الغبيُّ
القصيُّ الذي يواسي قريبٌ
والقريب الذي يعادي قـصيُّ
حكمة الدهر ليس فيها اعوجاجٌ
سوف يهديك نورها الأبــديُّ
سوف يؤذيك فارغُ القلبِ خالٍ
هل سيؤذي الشجيَّ إلا الخَليُّ؟!
سوف يرديه وهمه ذات يومٍ
يصرع الزيف فَنُّكَ العبقريُّ
سوف يهوي به انحطاطٌ شنيعٌ
سوف يعلو بنا ويرقى الرُقــيُّ
لا يقولان إنني لم أُحذِّرْ
قُضيَ الأمرُ..واستفاض الرويُّ
للحياةِ التي نعيشُ قشورٌ
ولبابٌ ..وعزَّ فيها الوفــيُّ
مَسرحٌ زائفٌ، وماءٌ سَرابٌ
ويخونُ الصَّفِيَّ فيهاالصَّفِيُّ
غابةٌ نحن ..والعدالة سيفٌ
سَـلَّهُ فاتـكٌ عنـيـفٌ قـويُّ
القوانينُ شُرِّعت لرضاهُ
وهــواهُ مُـشــَرِّعٌ ألمـعـيُّ
** ** **
(حاشدٌ)أنت من (بكيل)ٍ وحيناً
أنت (دحباشُ) تارةً (برغليُّ)
اِبتلاءاتُ هذه الأرضِ شَتَّى
يخلف القاتلَ الوصيَّ الوصيُّ
حِمْيريٌّ أنا؟ ادِّعاءٌ سَخيفٌ
أنت لو...ثار صارمٌ حميريُّ
ماجد الحجاجي:22/11/2016
ماذا أقول قصيدة للشاعر / فهد عازي
ماذا أقولُ وقد عشقْتُ نوالا
وأرتني من دررِ الجمالِ جلالا
ماذا أقولُ وقَدْ ألِفتُ وِصالها
وعشقتُ منها رِقَّةً ودلالا
ولكم قضينا في المروجِ أماسيا
ولكم عبَرْنا أبطحاً وتلالا
أوَّاهُ يا وهجَ الانوثةِ والهوى
يا عَذبةًً سقت الفؤادَ زلالا
ولكم نشقتُ الجيدَ، كم قبَّلْتُها
فترنَّح الغُصنُ الرَّطيبُ ومالا
ولكم مشَتْ فلثمتُها فتلكأَتْ
واللّثمُ بدّل حالها أحوالا
ولكم تشابكت الأصابعُ عنوةً
حتى غدا إدبارُها إقبالا
ولكم تفيأتُ الجديلَ مُرجلاً
فوجدتُ فيهِ مع الجمالِ ظلالا
فأضعتُ ذاك الظلَّ يالرعونتي
وأذقتُها التّّهميشَ والإهمالا
فتجرّعَت غصصَ الفراقِ وقاومت
وتوسَّل الدّمعُ الصدوقُ وسالا
ثُم انقضى ذاك الرّبيعُ وها أنا
اتجرُّعُ الويلات والأهوالا
فالذَّنبُ ذنبي لا لأني عشقتها
ووهبتُها التقدير والإجلالا
بل عندما قطعتُّ كلّ وشيجةٍ
وهدمتُ حُباً شامخا ووصالا
فهد غازي
سطوة الحرمان شعر الأستاذ / عصام فقيري
*سطوة الحرمان*
________________________________
أَضْـحَى عَـلَى أَبْـوَابِهَا مُـلْقَى
يَـشْكُو مِـنَ الهُونِ الذِي يَلْقَى
تِـلْـكَ الـتِي مُـنْذُ الِـتفَاتَتِهَا الْ
أُولَى ذَوَى فِي حُسْنِهَا عِشْقَا
مَا كَانَ يُؤمِنُ بِالهَوَى فَقَضَى
عِـقْـدَيـنِ حَــتَّـى ذَاقَـــهُ حَـقَّـا
فَـاجْـتَـاحَهُ طُـوفَـانُ سَـطْـوَتِهَا
وَرَأَى جَــوَارِحَــهُ بِـــهِ غَــرْقَـى
وَمَـضَى يُـطَارِدُ طَـيفَهَا وَجِـلًا
يَـخْـشَى الـوُقُـوعَ بِـحُبِّهَا رِقَّـا
يُـخْـفِي الـحَـنِينَ بِـصَدْرِهِ وَبِـهِ
شَـــوقٌ يَــكَـادُ يُـمِـيـتُهُ خَـنْـقَا
لَـكِـنَّـهَا مُـــذْ أَمْـسَـكَتْهُ رَمَــتْ
سَـهْـمًا يَـزِيـدُ جِـرَاحَـهُ عُـمْـقَا
حَـتَّـى أَتَـتْـهَا الــرُّوحُ طَـائِـعَةً
لَا تَـسْـتَـطِـيعُ لَأَمْــرِهَــا عَــقَّـا
فَــإِذَا بِــهِ فِــي كُــلِّ جَـارِحَـةٍ
قَـبَـضَتْ عَـلَيهَا يَـطْلُبُ الـرِّفْقَا
وَالآنَ أَصْـبَـحَ لَا يُـرِيدُ سِـوَى
وَصْـلٍ يَكُونُ مِنَ الأَسَى عِتْقَا
أَوْ أَنْ تُــعَـجِّـلَ قَــتْـلَـهُ فَـلَـكَـم
شَــاءَ الـوَفَـاةَ بِـبَـابِهَا صِـدْقَا !!
🖋 / عصام فقيري
يا لائمي في هواها قصيدة للاشاعر / حسن عسيلة
لحسن عسيلة _____يا لائمي في هواها
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
.
"يا لائمي في هواها والهوى قدَرُ"
اَللوْمُ أعْذرَني والعُرْفُ والفِطَرُ
أتُمْعِنُ اللوْمَ .. عَنْك النفْسُ راغبَةٌ
وقَدْ طَغَى الحبُّ والأحْشاءُ تُعْتصَرُ
أمَا رأيْت جُيُوشَ الحُسْنِ تأسِرني
اَلمَيْسُ والدَّلُّ والأهْدابُ والحَورُ
يا أيُّها التيهُ في عَيْنَيْ مُتيِّمتِي
أصْميتَ قلبي ولا منْجى ولا وَزَرُ
عيْنانِ بَوَّابَتا الإلهامِ في قمَرٍ
يَتيهُ دونَهُما الإعْجابُ والفِكَرُ
وتَغرَقُ الدَّهْشَة الحيْرى بِرَوضَتِها
ويَشرُدُ السَّمْعُ والأشعارُ والنظرُ
تَمْشِي الهُوَيْنى وإعْجَابي يُسَابِقُها
وناظِري في مآقيها لهُ سَفَرُ
مَعَابرٌ نحْو مجْهُولٍ مَحاسِنُهاَ
حِبَالُها المِشْيَةُ الميْساءُ والخَفَرُ
لِسِانُها الضادُ خَمْرٌ ، تَنْتَشِي طرَباً
بِهِ المسَامِعُ والأرْوَاحُ والوَتَرُ
وطَيْفُهَا مُزْنَةٌ والوَصْلُ وَابِلُها
وأيْكَة العِشق ريَّى ، غُصْنها نضِرُ
تغْنى بِفرْدَوْسِ قَلبي لا تُفارقُهُ
أنا لها مِثْل أفْقٍ وَهْيَ لي قَمَرُ
آوَيْتُ طِفْلَ الهوى في خافِقي زَمَناً
واليَوْمَ أضْحى الهَوَى فَحْلا لهُ بَطرُ
ولَّيْتُ وجْهَ غرامي شطْرَ قِبْلتها
يحُجُّها في الهوى قلبي ويَعْتمِرُ
ويْلي وسَعْدي بها ، قدْ جَاسَ كَوْثرُها
خِلالَ رُوحي فهَل يُبْقي وهَل يذرُ؟
حَسْناءُ فاتِنَتِي تسْعَى بِلا قَدَمٍ
خالٌ على وَجْنَةِ التاريخ لا فخَرُ
فَرْعاءُ نَجْلاءُ والمِزمارُ في فمِها
في وصْلِها أَرَبٌ في بُعْدها الكَدَرُ
وجذعُها مسْتقيمٌ غيْرُ ذي عِوَجٍ
وفرْعُها مُغدِقٌ داني الجنا خضِرُ
عَشِقْتها واحَتي الفيْحاءَ لا كَذبٌ
والعِشقُ سوْسَنةٌ في القلبِ تزْدهِرُ
عُيونُ تِلك التِي أهْوى تُخاطِبُني
ظفرْتَ بالحُسْنِ فَلْيَهْنَأ لك الظَّفَرُ
.
*****
فثار الشوق في دمها للشاعر / أحمد المتوكل علي النعمي
فثار الشوق في دمهم و ثاروا
أثـار العـاشـقـين هـنا ادكار ... و عـكر صفو رغـبتهم قـرار
تحرك في ركود الماء شئ ... فثار الشوق في دمهم و ثاروا
و هيجهم على التذكار بوح ... و تاقـوا للرحيل لها و حاروا
فحيرتهم تقيدهم و تقسو ... على فكر و في العين احمرار
و هل يلقون من أمل يقيهم ... متاعبهم و قد طال انتظار ؟
بهـم في كل يوم من سؤال ... حـزين لا جـواب له انفـطار
فما اسطاعوا رحـيلا للروابي ... و أخر ركبهم عنها حـصار
و صالت في مآربهم صروف ... غريبـات و غاب المستشار
بنـبرة حـائر يـعـلو حديث ... رقـيق يسـتـنـير بـه الحـوار
حديث لا يمل و فيه شـوق ... لـدار من محـبتـهم تـزار
و في النفس الحنين نمى وهامت ... مشـاعر في تأججـها كثار
يمـنون النفـوس بقـرب يوم ... يحـلق في سـعــادته الخـيار
***********
و نفسي ترقب الأصحاب شزرا ... و أجهل ما الذي بغد يدار
غرقت بوحـدتي و الليل داج ... و عـتمته لـمن غــرقوا ستار
تراهم يصرخون بحـب ليلى ... و قـد هـتفت لأن يأتوا الديار
و بت كشـاعر أزجـي البرايا ... غــرامي و الغـرام بها شعـار
و فيها لا أمـل من التغـني ... و قـد غـنى و مـا مل الكـبار
يعـاني إن نأى عنها و ينعى ... تخـلفه و يسـعفه اصطبار
يباري في السباق الحر صحبا ... و يرقبهم و في الجوف استعار
و إن أزف الرحيل فكل وجه ... سعـيد باسـم صاف نـضار
تحـلق روحـه و يطير بشـرا ... بفرحـته إذا اقـترب المـطار
و يفرح حين يحضنه فضاء ... و يأنس حــين تصحبه البحار
فيعـلوها و يسبح في خيال ... و يحلـو في تأمـله المـسار
كأن غرامـها للقلب سـجن ... و ذكراها لمـن يهـوى سوار
ندور بحبها و نميد عـشـقا ... و يجمل في الجنون بها مدار
و نصـدح بالقـوافي لا نبالي ... بمـا فـيـها و مـا فـينا يثـار
**********
أيا أم الحسين كتمت شوقي ... شـهـورا ثم داهـمني انفجـار
و يا أم الحسين خذي هتـافي ... و عـذري و الهتاف بها اعتذار
و يا أم الحسين إليك شـدوي ... فهل شـدوي بها عيب و عار ؟
و مثلك يعـذر المجـنون فيها ... و فـيـها لا يـقـر لـه قـرار
و هل جن الجميع بها و فيها ... قصائدهم و ما يخفى الشعار ؟
فبحت بما ألاقي دون زيف ... و إني هاهنا و الصحب ساروا
خـيول الـراحلين لها صهيل ... و مـن أقـدامـها ثار الغـبــار
سروا نحو الجمال هناك ليلا ... فيوقـظهم إذا وصـلوا النهار
و نحـن خيولنا نظـرت إلينا ... بحسـرتنا و لـيـس لـنـا خــيار
كأني حـين أرقـبـهم بعـيني ... و قــد رحلـوا لعـمـتـنا أغـار
أما و الله لـو تجـدين وجدي ... لـما وسعـتك في جـازان دار
أراهم في الربى هاموا سكارى ... و فـي أرواحـهم نـور و نـار
و قد قاسـوا مـع الأيام وجدا ... يلوعـهم و فيـمن ذاب صاروا
يعـيدون الزمان فليت شعري ... متى كأس الهوى ملئى تدار ؟
فأرشف من قداح الحب كأسا ... لأمـلأ خافـقي و البدر جـار
ينادمـني فأسـبح في هـواه ... حـديثا لا يجـوز به السـرار
**********
فيا شـوقا سلبت العقـل مني ... بذكـرى كل ما فـيها دمـار
و تفـكـير و أحــلام و هــم ... و مـاض عاشـه مـنـا كـثار
فتختلف الضلوع بنبض صدري ... و عـقـلي في تذكـره يحار
و أذكـر من يكـفر عن يمـين ... ليقـصدها و ما نفـع الظـهار
أرى من عـذب الآلاف سبكا ... و تصويرا به يزهـو المـسـار
وقـوفا هاهـنا و القلب يرنو ... و مـاضيه الجمـيل لـه دثار
فـشــلالاتها سحـرا تهــادت ... و في شطــآنها غنى المحـار
أظل إلى السماء تجول عيني ... و قـد غـنى مع الدنيا هـزار
فيتعب ناظري و يذوب قلبي ... و يغلب عـقلي الساهي دوار
و أكتم بعض ما يجري و شعري ... يغالطني و في الحرف انكسار
و أحلم بالرحـيل لهـا قـريبا ... و أحــلام الحـبيب لها اعـتبار
تزار جـنـانها و يهـام فـيها ... ربيعا , بل يخـاض بها غـمار
و فيها يلتـقي من هـام عشقا ... بمحـبوب فـتخـضر القـفـار
و تجتمع الغيوم و في الحشايا ... ستمطر و الوجود لها مزار
و تعبق بالعبير زهـور روض ... و قـد طـابت بنضرتها ثمـار
و في سحر المساء لنا حديث ... يزول بوقـعه الـزاهـي وقـار
الـطـائر الجـريـح
أحمد المتوكل بن علي احمد النعمي
جازان - حرجة ضمد
١٤٢٦
لها ولها فقط قصيدة للشاعر / عمرين عريشي
لها ولها فقط
لها صيرت أوردتي مدادا
فما لخيالها بُعداً تمادى
وكم سطرت أهواها بنبضٍ
به كالنار هذا الشوق زادا
فأنهيت الدماء وما أتتني
أيرضيها إذا ما البعض نادى
وقالوا مات من شوقٍ ووجدٍ
وغير هواك يوماً ما أرادا
عمرين محمد عريشي
الجمعة، 25 نوفمبر 2016
* فتى الريف وبنت المدينة * للشاعر الرائع / يحيى رياني
فتى الريف و بنت المدينة
(عريشية) العينين (فيفية) الثغر*** (تهامية) الخدين (بيشية) النحر
سقتني الهوى من حيث أجهل طعمه *** كؤوساً إلى حد الثمالة والسكر
رمتني بألحاظ أصابت سهامها *** سويدا محب غافل القلب لا يدري
بأن العذارى من أصبن فإنه *** يبيت وفي أجفانه حرقة الجمر
حنانيك يا بنت المدينة بالفتى *** فتى الريف وابن الشيح والأثل والسدر
فتى كلما شامت بروقك نفسه *** رأى برقك الخلاب نوعا من المكر
فسحبك دون الغيث لاحت بروقها *** وسحبي بلا برق تباكر أو تسري
تجودين هجراناً، تضنين باللقا *** فيسرك ذو عسر وعسرك ذو يسر
وأخلاقك اللائي تنافر طبعها *** برمت بها لا شك إني لذو عذر
نصيبك مني الوصل والشعر والهوى *** ومنك نصيبي لوعة البعد والهجر
فمثلك لم أعرف صدوداً وقسوة *** ولم تعرفي مثلي حنانا بلا قدر
فما ذنب قلب يذكر الحب إن سلا *** وما ذنب عين كلما أوكفت تجري
تنامين ملء الجفن لكن أعيني *** تسامر نجم الليل بل كوكب الفجر
أيرضيك أن أحيا ولكن كميت *** يجول حمى الأحياء يرجو ثرى القبر
فيا فتنة الأحداق يا غادة الهوى *** ويا سلوة المشتاق يا تحفة الشعر
أفي عقد الأشواق ترمين نفثة *** وتخفين بعضَ النفث والعقد والسحر؟
فينبض قلبي في هواك ونبضه *** يكاد يطير القلب من قفص الصدر
وما ذاك إلا حين أذكر لحظة *** محياك في نور من الحسن والبشر
وأذكر أياما مضت في طفولة *** سقاها الحيا ما فاح طيب من الزهر
وأذكر يوماً كنت ألقاك في الضحى *** فأرعى به دهما وترعين بالعفر
صغيران لكن الهوى في قلوبنا *** كبير له في النفس ما كان في الخمر
وغاية ما نرجو حليبٌ وخبزة *** نبيت بلا فرش، ننام على الصخر
ألا ما ألذ العيش لو كان دائماً *** على غصص الحرمان أو جرعة الفقر
أتنسين يا بنت المدينة ريفنا *** أبعد النزوح الصعب لم تذكري شعري؟
وحبي وأغنامي وموضع رعينا *** وحناؤك المزدان في كفك السحري؟
على رأسك الريحان والفل والشذى *** وفستانك الفواح بالطيب والعطر؟
إذا لم يكن نيل الوصال حقيقة *** تسليت بالأحلام واعتضت بالذكر
يحيى رياني
*مرثية الجود * رثاء للشاعر المتألق / حمود القاسمي
إلى روح والدي رحمه الله بعد فقده باثني عشر عاما
"مرثية الجود"
أهاجرَت أحرفي اللاتي قد انتظمَتْ
بالشعرِ نشوانةً تشدو على شفتي؟!
أم أنه قلمي جفّت سحائبُهُ
وطالما سكبَتْ فنّا بمحبرتي؟!
ومالها كلماتي بعد رِقّتها تكاد تجرحُ إن غنيتُ حنجرتي؟!
وفي ضلوعيَ بات الحزنُ متّكئا
يكاد من ثقَلٍ يهوي على رئتي!!
ماذا سيعقُبُه هذا الشعورُ وهل
بالشعرِ تسعفني إن حاولَتْ لغتي ؟!
وأي شعرٍ تراهُ يحتوي ألمًا
جرى ببؤسيَ حتى احتلّ أوردتي ؟!
أبي،وينهارُ سدُّ الصبرِ يَنسِفُهُ
- عزيزُ دمعٍ على خدِي - كقنبلةِ
أبي،وتسودُّ كلُّ الأرضِ في نظري
وقبلَ فقدِك لم أفجعْ بمُحلِكةِ
أبي سأبكيك لكن لم أجد سُبُلا
لآهةٍ في أقاصي الصدرِ موغلةِ
نعم سأبكيك لكن خانني كلِمٌ
وليت أدمعيَ الحرّى بمجزئةِ
كيف احتماليَ خَطبًا كادَ يقتلني
بمثلِه لم تحِط يوما مُخَيّلتي
بحرٌ من الحزنِ ألقتْني عواصفُهُ
- لمّا ترحّلتَ - في أحضانِ زوبعةِ
وكيف أمخرُ هذا اليمّ منفردا
وكلُّ أمواجِهِ حَفّت بأشرعتي
كيف النجاةُ وعينُ البؤسِ أُبصرُها
بكل قسوتها ترنو إلى جهتي؟
ياوالدي لم تمُتْ لكن خَرِسْتُ أنا
وكنتَ صوتي وأشعاري وأغنيتي!
ياوالدي لم تمُتْ لكن سُجنتُ أنا
وكنتَ أفقي وتحليقي وأجنحتي!
ياوالدي لم تمت لكن هلِكتُ أنا
وكنتَ طوقي ومِجدافي وبوصلتي!
بالله كيف يموتُ الجودُ أجمعُهُ
وكيف للسُّحبِ أن تأوي لمقبرةِ ؟!
أُعذر حروفيَ إن الفَقدَ يذهلني
إذا كَبَتْ قبلَ نيلِ القصدِ أحصنتي
وإن عصتنيَ أشعاري وقافيتيْ
فإنني رغم هولِ الفقدِ يا أبتي
برحمةِ الله من عفوٍ ومغفرةٍ
وجنةِ الخُلدِ تأويها على ثقةِ
حمود القاسمي
١٤٣٨/٢/٢٤
الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016
* إلى الدنيا * قصيدة للطائر الجريح / أحمد المتوكل علي النعمي
إلى الدنيا
دعيني في المدى حرا دعيني ... أنا صلب المراس ولي يقيني
و قولي كلما أعلـنت بأسي ... عليك , تركتني تبكي عيوني
لأني ما وجدت إليك دربا ... لكي أغويك في أزهى فنوني
دعيني إنني ما بين قومي ... أمين سـار في ركـب الأمين
صدوق لا أريد سوى نجاح ... و توفيق على مـر السـنين
و لست بمن أتاك يريد شيئا ... فنفسي لا تقر على مجون
و لست بجامد يرضيه فتح ... فيركن بئس قاضية الركون
و لست بيائـس غـر لعـوب ... و لن أغضي على شـر مبين
و إني في المعالي سوف أبقى ... قنوعا في التحرك والسكون
***********
دعيني إن في التقوى لباسي ... و فيك مباهجا لا تهتويني
أهين المال من زهد و مابي ... سوى شوق لخـاتمة تقيني
و تغمزني النـساء فما أبالي ... بما فيهن من لحظ العيون
و ما قد رق من خصر و نهد ... تكور شـامخا فوق المتون
دعيني و اجعليني في فكاك ... إذا ما رمت حبسي كالسجين
فإني في ركاب الصحب أمضي ... و قرآني ضياء في جبيني
و هدي محمد منهاج روحي ... قبضت عليه حبا في يميني
فأذكر خالقي في كل نبض ... و أنفاس و سعي في سنيني
أفاض بأنعـم تترى و تترى ... بها أحـيا و أرفـل كل حين
و ما زلت المقصر يا إلهي ... بشكر إن شكرتك يا معيني
***********
أدنيـاي اللئيـمة إن غيري ... يحـبك بل تأثر بالـرنـين
و في بلواك يغمسه جنون ... بما يغري فسحقا للجنون
فيخبط خبط عشواء و يمسي ... و يصبح في اللذائذ كالعجين
تشكله الرغائب و هو فيها ... أسـير دونما خـلق و دين
كأن فـؤاده كـفـا غريق ... تفرقـتا بأمواج الشـجون
رنا للشط و اشتاق الروابي ... بفقر ثم أوغل في الديون
و أفلت نفسه و الموج قاس ... و أهلكها بمعترك الظنون
و حاول جاهدا يرجو نجاة ... و هل يرجو النجاة بلا سفين ؟
أدنياي الدنية ليس يغني ... عن العبد الضعيف سوى اليقين
دعيني لـن أبالي بالـرزايا ... بأهل أو بصحـب أو بنـين
أصارعها بإيـمان و صـبر ... جميل صامد صلب مكين
الطائر الجريح
أحمدالمتوكل بن علي أحمد النعمي
جازان - حرجة ضمد
18 - 1 - 1414 هـ
* قصيدة حماية الوطن * للشاعر والأديب / الحسين الحازمي
"حماية الوطن"
اُسْلُلْ علَى الإِرْهَابِ سَيْفَ قِصَاصِ
واضْرِبْ علَى رأْسِ العِدَا المُعْتَاصِ
اِضْرِبْ فَدَيْتُكَ هَامَةً مَهْوُوسَةً
السّيْفُ أَنْجَعُ ما يَكُونُ لِعَاصِي
اِضْرِبْ ولا تَرْأَفْ بِكُلِّ مُخَرِّبٍ
يرجُو الْخَلاصَ ولات حِينَ خَلاصِ
اِضْرِبْ ودَعْ قَلْبَ الْعَدُوِّ مُزَلزَلاً
ما بيْنَ مُضْطَرِبٍ إلى خَبّاصِ
صَعْبٌ عَلَى الأَعْدَاءِ تَهْدِيدُ الحِمَى
ما في الحِمَى غَيْرُ الرّدى الْقَنّاصِ
للهِ دَرُ عَقِيدَةٍ وبَسَالَةٍ
والشّعبُ حوْلَ مليكِهِ الدُرْبَاصِ
ومنَ الشّبَابِ إِرَادةٌ وثّابَةٌ
ظهَرَتَ بِيَوْمِ تقَهْقُرٍ ومَلاصِ
يا سَيّدَ الأوْطَانِ غَيْرَ مُنَازَعٍ
ما زلتَ نجماً في السّنا الرّقّاصِ
تَحْمِيكَ في حَلَكِ اللّيَالي أنْفُسٌ
مُزْدَانةٌ بِالحُبِّ والإِخْلاصِ
نهلَتْ من الشّرَفِ الرّفِيعِ رُجُولَةً
وتزوّدَتْ بِتَعَهُّدٍ وتوَاصِي
ولرُبّ جُنْدٍ في حِمَايَةِ موْطِنٍ
كانوا أُسُودَ مَعَاقِلٍ وصَياصِي
حَسْبُ الجُنُودِ جَلالَةً وكَرَامَةً
أنْ يَقْتَدُوا بِالقَائِدِ (الوَقّاصِ)
هَذى مَزَايَا المُؤْمِنين بِرَبِهِمْ
المُصْطَفِينَ من الورَى الخُلّاصِ
يَسْتَنْزِلُونَ النّصْرَ في عَالي الذُرَى
في البَحْرِ في الأَغْوَارِ والأَغْوَاصِ
غَلَتِ الدّمَاءُ تؤُزُهمْ لِمَفَاخِرٍ
فتَقَدّمُوا فِي غَيْرِ مَا إِقْعَاصِ
هَالُوا عَلَى الدُنْيَا الترابَ وأقبلُوا
نَحْوَ الشّهادَةِ في أَزِيزِ رَصَاصِ
وفداً من الأمْلاكِ في ألَقِ الهُدَى
كالطّيْرِ قدْ خَرَجَتْ مِنَ الأقْفَاصِ
إِنّ المُجَاهِدَ حَيْثُ حَلّ مُبَجّلٌ
في حالِ قُرْبٍ كانَ أو بأقَاصِي
سِِمَةُ البُطُولُةِ نُوُرُهُا وبَهَاؤُهَا
تُلْقِي أَشِعّتَهَا عَلَى الأَشْخَاصِ
يا موْطِني والحُبُّ فِيكَ مَزِيَّةٌ
ما فيه مِنْ نَقْصٍ ولا نَقّاصِ
إنْ شَاكَ عِرْضَكَ شَائِكٌ ِبمَلامَةٍ
فأنا الفِدَاءُ ولَسْتُ بالنّكّاصِ
الحسين الحازمي
1437/3/23هـ
* قال الرفاق * للشاعر الحسين الحازمي
قَالَ الرِّفَاقُ أَفِقْ وهَاتِ قَوَافِيَاً
فلَقَدْ سبَانا منْظَـرُ الأغْنَـامِ
فَأَفَقْتُ أُشْعِلُ نَبْضَ قَلْبٍ ذَاهِلٍ
في الحُسْنِ، أسْتَمْلِي رُؤَى الإِلْهَامِ
وعَجَزْتُ عنْ وَصْفِ الجَمَالِ وسِحْرِهِ
لا الشّعرُ أَنْصَفَنِي ولا أقْلامِي
هذا صَنِيعُ اللهِ، كَمْ في خَلْقِهِ
من مُعْجِـزٍ لِلْعَـقْـلِ والأفْهَـامِ
خضَعتْ له رُوحِي إِذَا مَا أقْبَلَتْ
بيْنَ المُرُوجِ الخُضْرِ والآكَامِ
تِلْكَ الأزَاهِيرُ التي عَايَنْتُهَا
صُوَرٌ زهَتْ في غَايَةِ الإِحْكَامِ
ما زَالت الأَرْواحُ من غَمَرَاتِها
نشْوَى تَعُبُّ بِسِحْرِها السّجّامِ
حِسّاً ومَعْنَىً لا يُحِيطُ بِهَا النُهى
فوْقَ الخَيَالِ وريشَـةِ الرّسّـامِ
حتّى شَعَرْتُ بِأنّ نَفْسِي أُطْلِقَتْ
ومضَتْ مُحَلِّقَـةً بِغَيْرِ زِمَـامِ
وكأنّـمَا النّسَمَاتُ وهي عَلِيلةٌ
نَفَحَاتُ زَهْرٍ أو عَبِيرُ خُــزَامِ
فَنَشَقْتُ أزْكى مَا نَشَقْتُ روَائِحَاً
ونقَعْتُ مِـنْ أرَجِ الحَيَـاةِ أُوامي
لا الْمَاءُ غَاضَ ولا الحُقُولُ يَتِيمَةٌ
أو كانَ عنْهَا السّعْدُ بالمُتَعَامي
ما اشْتَاقَتِ الْفلَوَاتُ كأْسَ مُدَامَةٍ
حتّى رجَعْـنَ بِكأْسَةٍ ومُـدَامِ
الغَيْثُ يَسْقِي الأَرْضَ مِنْهُ عُلالَةً
ويُحِيلُهَـا دُنْيَـا مِـنَ الأنْـغَـامِ
والسّيْلُ في جرَيانِه مُتَدَفِّقٌ
مَـلأَ الرِّدَاحَ الفِيـحَ بالإِنْعَـامِ
والشّمْسُ في أُفُقِ السّمَاءِ حَيِيّةٌ
سترتْ أشِعّـةَ وجهِهَـا بِلِثَـامِ
هَذي الطّبِيعَةُ في البوَادي والقُرَى
ألَـقُ الهوَى المُتَوَهِّجِ البَسّـامِ
أفْدِي ابْتِسَامتَها النّدِيّةَ بالمُنى
وبِعُمْـرِيَ البَـاقي من الأيّـامِ
أنزلتُها في الرُوحِ فِتْنَةَ عَاشِقٍ
تَزْهُـو بحُسْـنٍ باهِـرٍ مُتَسَـامِ
وأمُـدُ وجْدَانِي بِقُبْلَتِهَا الّتي
تَحْكِي حكايةَ وَصْلِهَا وغَرَامِي
فيها صِبَايَ المُنْتَشِي وفُتُوّتِي
وبها ضِيـاءُ فُـؤاديَ المُعْتَـامِ
لهفِي عَلَيْهَا وهْيَ رَهْنُ كآبَةٍ
لمْ تَجْنِ غَيْرَ مَرََارَةِ الإِحْجَامِ
الحسين الحازمي
* وحي الفن *. شعر الأستاذ / الحسين إسماعيل الحازمي
ما عُذْرُ وحْيِ الفَنِّ إِنْ لَمْ يَرْتَقِ
بِفُؤادِ صَبٍّ في الجَمَالِ المُونَقِ
ويَصُغْ عَلَى لَحْنِ البَلابِلِ نَغْمَةًً
تُرضى غُرُورَ الشّاعِرِ المُتَأنِّقِ
هذي السّمَاءُ وقَدْ تجَلّتْ مسْرَحَاً
في أُفْقِهَا سَكَنِي وفِيهَا أَرْتَقِي
وحْدِي أنَا في عُزْلَةٍ مَحْمُودَةٍ
وتَفَـكُـرٍ وتطَـلُـعٍٍ وتـشَـوُقِ
للشّعْرِ جِئْتُ ومُهْجَتِي مُلْتَاعَةٌ
والدّهْرُ أخْرَسَنِي وسَفّهَ مَنْطِقِي
فَدَعُو لِيَ الرّمَقَ الأَخِيرَ أعَيشُهُ
وأُسَبِّحُ الخَلاقَ فِيمَا قَدْ بَقِي
شعر : الحسين الحازمي
* لحن الوفاء * قصيدة الشاعر أ/ الحسين الحازمي
لحن الوفاء
إلى أستاذي القدير
حسن بن علي خواجي
في يوم تقاعده ....
صُغْتُ مِنْ صَـادِقِ الْمَـوَدَّةِ حِسِّي
وَقَبَسْتُ الْخَـيَالَ مِنْ نُـورِ حَدْسِي
وقَطَفْتُ الإِلهَـامَ مِنْ زَهْـرِ وِدِّي
وَنَثَرْتُ الإِبْداعَ مِنْ فَـرْطِ أُنْسِي
ونَظَمْتُ الأبياتَ فنّاً جديداً
عبقَرِيّاً من غير نَقْصٍ وبخْسِ
وَنَقَشْتُ الجَـمَـالَ في كُلِّ سَطْـرٍ
وَنَقَشْتُ البـهـاءَ في كُلِّ طِـرْسِ
وسَكَبْتُ الأنغامَ في كل حرفٍ
مُتْرَعِ الفنِّ من لهاتي ونبْسي
في قَصِيـدٍ مِـنَ الْقَـرِيِحَـةِ فَـذٍّ
وَرَوِيٍّ مِـنَ الْبَـدِيـهَـةِ جَـرْسِ
وَمَعَـانٍ مِـنَ الرَّحِيـقِ الْمُصَـفَّى
وَبَيَـانٍ عَـذْبِ السُّـلافَـةِ سَلْـسِ
وَشُـعُـورٍ مِـنَ الْمَـحَـبَّـةِ رَاقٍ
وَوَفَـاءٍ مِـنَ الْـوَفَـاءِ الأَمَــسِّ
فِإِذَا الشِّـعْرُ كالْمَزَامِيرِ في النَّفْـسِ
ـ طَـرُوُبٌ بِلَحْـنِهِ حِـينَ يُؤْسِـي
ونَشِـيـدُ الْفُـؤَادِ في أُذُنِ الدّهرِ
ـ رَقِيقُ التَّنْـغِيمِ ، حُلْـوُ الْمَجَـسِّ
كَمْ يُغَنِّي الْفُـؤَادُ شِعْـرِي وَشِعْرِي
يَسْكُبُ الْحُـبَّ في الْقُلُوبِ بِحِسِّـي
وَيَخُصُّ الأُسْـتَـاذَ لَحْنَـاً فَرِيـدَاً
رَقَّ حَتَّى أَنْكَـرْتُ عَزْفِي وَلَمْـسِي
والْوِدَادُ الشَّفِيفُ مِنْ سِحْـرِ عَـزْفِي
شَفَّ حَتَّى ظَنَنْـتُهُ ضَـوْءَ شَمْـسِ
حُـبُ أُستاذيَ القديرِ تجلّى
في نُفُوسِ الطُّـلابِ عَكْـسَاً بِعَكْسِ
إنَّمَـا الْحُـبُّ في الْكِـرَامِ وَفَـاءٌ
ووفائِي للشّيْخِ بهجةُ نفسي
يَا رَعَـاكَ الإِلـهُ شَيْـخَاً جَلِيـلاً
لَسْتَ تُنْسَى مَهْمَا الطَّـوَارِقُ تُنْسِي
كَيْفَ تُنْسَى ؟ وَأَنْتَ فِي الْقَلْـبِ ثَاوٍ
أَنْتَ في الْقَلْبِ مِنْ مُحِبِّـيكَ مُرْسِي
اِسْأَلِ النَّـشْءَ والشَّـبَابَ يُجِيـبَاكَ
ـ بِهَمْسِ الْقُلُوبِ في صِدْقِ هَمْسِ
أَنْتَ نِعْـمَ الأُسْـتَاذُ عِلْـمَاً وَدِيـنَاً
وَصَـلاحَاً وَمَنْهَـجَـاً وَتَـأَسِّـي
أَنْتَ لِلنَّاس في الصَّـبَاحِ ابْتَـهَـاجٌ
وَسُـرُورٌ وَبَسْـمَةٌ حِـينَ تُمْـسِي
كمْ تَحَسَّـتْ بِكَ الْقُلـوبُ سُـرُورَاً
مَسْتَـطَابَـاً ، وَمَـا أَلَـذَّ التَّحَـسِّي
وكَأَنَّ الْقُلُـوبَ مِمَّـا اعْـتَرَاهَـا
مِنْ كُؤُوسِ الْهَنَـاءِ في طَيْفِ مَسِّ
حَسْبُـهَا أَنْ تَكُـونَ فِيـهَا نَزِيـلاً
حَسْبُـهَا أَنْ تَكُـونَ أَقْـرَبَ إِنْـسِ
يَا أَبَا الطُـرْفَةِ النَّـدِيَّـةِ مَرْحَـى
أَنْتَ أُنْـسُ الْجَلِيـسِ في دَارِ عُبْسِ
كَمْ مَحَضْتَ الطُّـلابَ خَيْرَاً وَبِـرَّاً
وَكَأنَّ الطُّـلابَ في يَـوْمِ عُـرْسِ
وسَقَيْـتَ الطُّـلابَ مِنْ كُلِّ فَضْلٍّ
خَالِصَـاً للإِلـهِ مِنْ غَـيْرِ لَبْـسِ
وَبَنَيْتَ الأَجْيَـالَ جِـيـلاً فَجِـيلاً
فاسْتَـقَـام الْبِـنَاءُ في خَـيْرِ أُسِّ
وَبَعَـثْتَ الآمَـالَ سِـرَّاً عَجِـيبَاً
لِحَـيَاةٍ تُـنَـالُ في غَـيْرِ يَـأْسِ
ونَشَرْتَ الْعُلُـومَ وَالدِّيـنَ سَمْـحَاً
وَأقمْتَ الأَخْـلاقَ في غَـيْرِ وَكْسِ
وجَلَـوْتَ الآدابَ مِـنْ كُلِّ لَـوْنٍ
وجَلَبْـتَ الجمَـالَ مِنْ كُلِّ جِنْـسِ
وَزَرَعْتَ الإِيـنَاسَ في كُلِّ قَـلْـبٍ
وغَرَسْـتَ الْـوِدَادَ في كُلِّ نَفْـسِ
طَابَ غَـرْسٌ مِـنَ الْمَـوَدَّةِ زَاكٍ
غَرْسُـهُ في النُّفُـوسِ أَكْرَمُ غَرْسِ
الحسين الحازمي
* حبي لمملكتي * قصيدة للشاعر أ/ شاهر الحربي
"حبي لمـملكتي لـحـنٌ يـسلـيـنـي"
يجلي الأسى فـرحا يا حزن خليني
راقصت مملكتي فوق الـسديم على
ضوء الـنجوم وغنـى البدر يشجيني
ثم احتسيت شرابا لا يخالـطــــه
سكْرٌ بصحتهـا أسقي وتـسقينــي
مالت بوجنتها كالماس دمعتـهـا
تبكي وعـزف كمان البدر يبكيني
صبّت على السندس المخضرّ ماستها
عضت على فمها فانشقّ كالتين
رباه فاتنتـي بنـت الدَّلال بكت
روحي الـفــداء لـها يا رب فاشقيني
قالت بأن قضــاء الله أقــبــلــه
لكنّ غـدر حبيب الـقلب يكويني
طفل يـعـنفــنــي قد شـبّ من لبني
يقول كـــافـرةٌ مرتدة الدين
أبكي عليه إذا ما جاء منتحرا
قربان أعدائـي َ الأوغاد مسكيني
والكل غيـر عـباد الله قـد سهروا
كـيدا علي ورب الـكون يحميني
أطلقتُ دمعة عين كنت أحبسها
كالجمر من كبدي قد ثار تنيني
نارٌ ستحرق كل الكون من غضبي
برد عليكِ فنامي بـين سجيني
بـدو نثور إذا عذراؤنـا انـتهكت
عيش الهوان محالٌ للسلاطين
فأكملي الرقص والأفراح مملكتيي
ماكنت دار هوانٍ في المياديـن
الموت دون تراب الأرض غايتنا
لا فرق ما بين جوف الطين والطين
شهريار
* غنيت للحب * قصيدة للشاعر أ/ أحمد المتوكل علي النعمي
غنيت للحب
حبيبتي حاولي فهمي و تصبيري ... و خففي من معـاناتي و تكديري
حبيبتي هل رأيت الظـلم مرتـديا ... ثوبا من العدل في إفك و تزوير ؟
و هل رأيت وضيعا سار في طرق ... ليست له وانتهى بين المجارير ؟
فيظـهر الكـرم الضـافي لشـلـته ... و هو المخـبل في جهل و تـقـتـير
يضن بالحـق في بخـل و عجرفة ... ويرفض النصح في تبيين مستور
أعطي و يأخذ لكن ظـل ينـكر ما ... أعطـيت و ازداد في نقـد و تـبرير
و ما سمعت له شكرا على عمل ... عمـلته بل رمى جهدي بتقصـير
و إن تمـيزت في شيء يمـيزني ... فمـا حـظـيت بإنـصاف و تقـدير
و يقفل الباب دوني إن أتـيت له ... و إن تـكـرم وافـاني بتـكـشـير
حبيبتي إن في شعري و ما كتبت ... يدي أنيـسا له أبـدي أسـاريري
إني أحلق في شـعر سموت به ... و سوف أحلق من يسعى لتأخيري
يضيء شـعري إذا أنشـأت قافية ... و صغـت أوزانه في حسن تصوير
و سرت في الدرب أمثالا أثور بها ... على الأباطيل في سعيي لتحـرير
أسعى لنشر الهدى لا أنزوي كسلا ... في مسكن غارق في بطن ديجور
قد كنت أفرطت في حبي لهم زمنا ... و قد بذلت فؤادي دون تفكير
لكـنني لم أداهـن أو أكن كلفا ... بهم فليـس الذي رامـوا بمقـدوري
قد كنت أعرف آفات فأسـترها ... و قد نصحت لهم في حسن تعبير
نـبـئـت أنك يا غـدار تمـقـتني ... لم تأل جـهدا بتـقـزيـمي و تصغيري
أحين جاءك تقريري قسطت به ... و كان أجـدر أن تعـلو بتـقـريري
فهل نسيت نفاقا تستظل به ... و هل نسيت التردي في المواخير ؟
يذب عني خيار الناس من ثقتي ... بـمـا أقـول و لـم أحـفل بتـعـزير
غنيت للحب بين الصحب وامتزجت ... كل الخـصال لإرشـاد و تنـوير
لي موقع في قلوب الناس أسكنه ... و لا أبالي بتـضـلـيل و تغـرير
لاخير في الصحب إن كانوا على صلف ... ممزق لم يعر شيئا لدستور
الطائر الجريح
أحمدالمتوكل بن علي أحمد النعمي
جازان - حرجة ضمد
18 - 1 - 1420 هـ
الأحد، 20 نوفمبر 2016
* عرش القصيد * قصيدة للشاعر أ/ الحسين إسماعيل الحازمي
عَرْشُ الْقَصِيد
إلى الشاعر الأجمل د.غازي القصيبي
(كُتبت قبل وفاته رحمه الله)
حَلَّـقْتَ مُبْتَعِـدَاً وَأَنْـتَ أَمِيـرُهَـا
مَـا حَلَّقَتْ بِالْقَـافِيَـاتِ نُسُورُهَـا
واجْتَزْتَ بِالْقَلَمِ الأَصِيلِ فَطَاحِلاً
مَهْمَـا تَشَـدَّقَ وَادَّعَى مَوْتُورُهَـا
وَأَنَـرْتَ بِالأَدَبِ الْمُنَـوَّرِ أَنْفُـسَـاً
حَتَّى تَقَشَّـعَ في الْوَرَى دَيجُورُهَا
بِالشِّـعْـرِ أَوْ بِالنَّثْـرِ أَوْ بِكِلَيْهِمَـا
مِنْ كُلِّ بَاهِـرَةِ السَّنَـاءِ شُذُورُهَـا
وَكَـأَنَّ لأْلاءَ الْحُـرُوفِ بِوَشْيِهَـا
قَبَسٌ مِنَ الأَنْـوَارِ شَـعَّ مُنِيـرُهَا
لَكَ مِنْ بَدِيعِ الْحَرْفِ لَوْحَاتٌ، وَلِي
شَـوْقٌ كَأَنِّي فِي الْحَيَـاةِ أَسِيـرُهَا
تَزْدَانُ مَـا لَمَعَتْ بِهَـا أَضْوَاؤُُهَـا
وَكَأَنَّـهُ وَجْـهَ النَّهَـارِ سُفُـورُهَا
لَمْ أَدْرِ كَيْفَ سَكَبْتَهَـا وَأَضَـأْتَهَـا
فَزَهَتْ بِهَـا في الْعَالَمِينَ بُدُوُرُهَـا
هَلْ كُنْتَ تُشْعِلُهَا عَلَى وَهَـجِ الرُّؤَى
يَا لَيْتَ شِعْـرِي كَيْفَ بِتَّ تُنِيرُهَـا?
فِيهَا مِنَ الْحُسْـنِ الْفَرِيـدِ رَوَائِعٌ
في صَفْحَـة الإِبدَاعِ عَـزَّ نَظِيرُهَا
تَتَرَاقَصُ الأَرْوَاحُ فِي رَهَجَـاتِهَـا
وَيَشفّ ُ عَنْ أَفْرَاحِهِـنَّ شُعُورُهَا
وَإِذَا الْقَصَائِدُ بِالرَّوَائِـعِ أَشْـرَقَتْ
في الرّوحِ أَشْرَقَ بِالضِّيَـا بلورُهَا
مِنْ وَمْضَةِ الْفِكْـرِ السَّنِيِّ مِدَادُهَـا
يَفْتَـرّ ُ عَنْ أَلَـقٍ بِهَا وَسُطُـورُهَا
أَوَلَمْ تَكُـنْ أَنْتَ الْمُبَـرَّزُ شَاعِـرَاً
فِي فَنِّـهِ شَمْـسٌ تَفَجَّـرَ نُورُهَـا
أَرْنُـو فَيَأْتَلِـقُ الْجَمَـالُ بِأُفْقِهَـا
وَتَهِيمُ رُوحِي أَوْ يَطِيشُ وَقُورُهَـا
قُـزَحٌ هُنَـاكَ مِنَ الرَّوِيِّ طُيُوفُـهُ
وَأَنَا هُنَـا مِنْ دَهْشَتِـي مَبْهُورُهَا
وَإِذَا قَرِيحَتِـيَ الَّتِي نَضَبَتْ تَسُـحّ ُـ
عَلَى الطُّرُوسِ وَلا يَكُفُّ خَرِيـرُهَا
فَبَقِيتُ أَسْكُبُ مِنْ فُنُـونِ الشِّعْرِ مَا
بَهَـرَ الأَنَـامَ جَلِيلُهَـا وَيَسِيـرُهَا
خُذْهَـا أَبَـا يَـارَا الْحَبِيبَ مَـوَدَّةً
يَشْـدُو بِهَا فِي عُشِّهِ شُحْـرُورُهَا
خُذْهَـا مِـنْ الْقَلْبِ النَّقِـيِّ تَحِيَّـةً
مِسْكِيَّـةَ النَّفَحَـاتِ مَاجَ عَبِيـرُهَا
وَاجْلِسْ عَلَى عَرْشِ الْقَصِيدِ مُتَوَّجَاً
لَكَ في الإِمَـارَةِ تَاجُـهَا وَسَرِيرُهَا
أَنَا لَسْتُ أَرْجُـو فِي الْقَوَافي مَغْنَمَاً
يَكْفِي بِـأَنِّي قَـدْ كَوَانِـي نِيـرُهَا
حَسْبِي مِنَ الأَشْعَارِ مُهْجَتِيَ الَّتي ـ
اشْتَعَلَتْ وَطَبَّقَ بِالأَرِيـجِ بُخُـورُهَا
الحسين الحازمي
* غراب البين * قصيدة للشاعر أ/ عصام فقيري
*غراب البين*
-------------------
أَلَا يَــا غُــرَابَ الـبَـينِ هَـلْ جِـئتَ بِـالغَدْرِ
وَجِــئـتَ لِــكَـيْ تَـرْمِـيْ فُــؤَادِيَ بِـالـجَمْرِ
أَلَــمْ تُـبْـلِغِ الـخِـلَّ الــذِي عَـاشَ دَاخِـلِي
بِـأَنِّـي حَـمَـلْتُ الـهَـمَّ أَسْـكَـنتُهُ صَــدْرِي
فَمَا عُدتُ أَقْوَى العَيشَ فِي الأَرْضِ دُونَهُ
وَقَـدْ فَـاضَ بِـالخُذْلَانِ مِنْ هَجْرِهِ صَبْرِي
وَهَــذَا فُـؤَادِيْ مَـاتَ يَـشْكُو مِـنَ الأَسَـى
كَمَا ظَلَّ يَشْكُو الهَجْرَ مِنْ سَالِفِ الدَّهْرِ
فِــــإنْ شِــئــتَ فَـلـتُـخْـبِرهُ أَنِّـــي قَـتِـيـلهُ
وَإِنْ شِـئتَ فَـلْتَحْفِرْ مِـنَ البَينِ لِيْ قَبْرِي
وَمِــنْ بَـعْـدِ مَـوتِـي خُــذْ إِلَـيـهِ جَـنَـازَتِي
وَأَخْـبِـرْهُ أَنَّــي مِــتُّ إنْ كَــانَ لَا يَــدْرِي !!
🖋 / عصام فقيري
* صورة وقصيدة * قصيدة للشاعر المتألق أ/ عصام فقيري
*صورة وقصيدة*
----------------------
مَـا بَـينَ حُـزْنكَ والـدَّمْع الـذِي سُـكِبَا
مَـسَافَةً ، سَـوفَ تَـبْقَى تَـلْعَنُ الـعَرَبَا
إنَّ الـعُـرُوبَـةَ مَـاتَـتْ فِــيْ ضَـمَـائِرِنَا
وَلَـــمْ يَـعُـدْ غَـيـرَ ذُلِّ لاسْـمِـنَا نُـسِـبَا
لِأَنَّ تَــارِيْـخَـنَـا بِــالـجِـهْـلِ نَـحْـسـبُـهُ
أُسْــطُـورَةً وَحِـكَـايَـاتٍ غَـــدَتْ كَــذِبَـا
فَــأُمَّـةٌ تَـسْـتَقِيْ مِــنْ غَــيِّ سَـكْـرَتِهَا
أَنَّــى لَـهَـا تَـرْتَقِيْ نَـحْوَ الـعُلَا سَـبَبَا
مَـا عَـادَ فِـينَا الـذِيْ تَـرْجُوهُ مِـنْ أَمَلٍ
لَأنَّ قِـنْـدِيـلَنَا بَــعْـدَ الـسُّـطُـوعِ خَـبَـا
فَـلْـتُـغْـلِقِ الآنَ بَــابًــا كُــنــتَ تَـرْقُـبُـهُ
يَـومًا يُـعِيدُ لَـنَا الـمَاضِيْ الـذِيْ سُلِبَا
إِلَـى مَـتَى سَـتُدَارِيْ مِـنْ جِرَاحِكَ مَا
لَـوْ شِـئْتَ إِبْـعَادَهُ مِـنْ صَدْرِكَ اقْتَرَبَا
وَكـيَـفَ تُـطْـفِئُ نَــارًا أَشْـعَـلَتْكَ وَكَــمْ
مِـــنْ كُــلِّ جَـارِحَـةٍ أَهْـدَيْـتَهَا حَـطَـبَا
هَـا أَنْـتَ أَسْـرَجْتَ خَـيْلًا لِـلْهُروبِ وَلَمْ
تَـعْـلَمْ بِــأَيِّ مَـتَـاهَاتِ الـضَّـيَاعِ كَـبَا
وَقَــدْ بَــدَا مِـنْـكَ مَــا حَـاوَلْتَ تَـحْجُبُهُ
لَــكِــنَّـهُ فَـــجَّــرَ الـعَـيـنَـيـنَ والــهُـدبَـا
فَـأَيّ دَرْبٍ سَـتَمْضِيْ وَ الدُّرُوبُ غَدْتَ
جَـمِـيـعـهَا لِــشَـقَـاءِ الــحَـالِ مُـنْـقَـلَبَا
وَهَــذِهِ الـلِّـحْيَةُ الَـبـيْضَاء قَـدْ يَـبَسَتْ
وَأَصْـبَـحَـتْ كَـيـبَابٍ تَـرْقُـبُ الـسُّـحُبَا
فَـلْتَذْرَفِ الدَّمْعَ لَا تَخْشَ الهَوَانَ فَمَنْ
يُـغَـالب الـحُـزْنَ فِــيْ أَحْـشَـائِهِ غُـلِبَا
واتْرُكْهُ يَسْقِيْ التَّجَاعِيدَ التِيْ رَسَمَتْ
عَـلَـى جَـبِـينِكَ طِـفْـلًا عَــاشَ مُـغْتَرِبَا
وَاغْـسِلْ بِـهِ كُـلَّ هَـمٍّ ، سَوفَ تُبْصِرُهُ
مِنْ كَثْرَةِ البُؤْسِ فِيْ عَينَيكَ قَدْ نَضَبَا
لَـعَـلَّـهُ يُـنْـبِـتُ الأَفْـــرَاحَ مِــنْـكَ كَــمَـا
ظَـلَـلْـتَ تَـتْـبَـعُ طَـيْـفًـا أَتْـقَـنَ الـهَـرَبَا
لَا عَــيْـبَ فِــيْ دَمْـعَـةٍ أَطْـلَـقْتَهَا وَلَإِنْ
رَأَتْـــكَ كُـــلّ عُـيُـونِ الـخَـلْقِ مُـنْـتَحِبَا
لَـكِـنَّمَا الـعَـيب عَـيـب الـخَـاذِلِينَ لِـمَـنْ
أَرَاقَ دَمْــــعَ هَـــوَانٍ ظَـــلَّ مُـحْـتَـجِبَا
وَحَـــاوَلَ الـعُـمْـرَ إِخْــفَـاءً لَـــهُ فَــبَـدَا
مَـسِـيـلُهُ رَغْــمَ أَنْــفٍ لِـلْـمَشِيبِ أَبَــى
🖋 / عصام فقيري
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)