( قيم راقية لمشاركات مسؤولة في مواقع التواصل الاجتماعي ) إن المتابع اليوم للمشاركات والنقاشات وما يطرح في مواقع التواصل الإجتماعي وحتى في وسائل الإعلام المختلفة يجد أنه أمام فضاء مليئ بالغث والسمين وأن الحكمة في هذا الفضاء تتطلب أن يأمن الانسان فيه على دينه ونفسه وأسرته ٠ إن بعض ما يطرح اليوم في هذا الفضاء لا يراعي إلاًّ ولا ذمة ولا تحكمه حدود جغرافية ولا ثقافة معينة ولا تقيده قيم أو قوانين منظمة ٠ إنه في ظل هذا الواقع ودخول هذه المواقع معظم البيوت بدون استئذان وما يترتب أحيانا على هذا الدخول من أضرار وكوارث فإنه أصبح من المناسب تجديد الأساليب وتحديث الأدوات لنشر المبادئ والقيم المستمدة من عقيدتنا الإسلامية بشكل أكبر ومؤثر والتي ترشد وتهيئ لمشاركات فاعلة ومسؤولة في مواقع التواصل الإجتماعي ونشر ثقافة البحث الآمن وتفعيل الدور الوطني المطلوب من المشاركين والمتصفحين لهذه المواقع ٠ أن نشر مثل هذه القيم بشكل أكبر وتوعية المشاركين بما تبثه هذا المواقع من أضرار وسموم تستهدف هذا الوطن وأبنائه ستؤطر لأبناء هذا الوطن المشاركات الفاعلة والمسؤولة في هذه المواقع وفق ثوابت عقيدتنا الإسلامية ووحدة وطننا وقيم أخلاقنا ومبادئنا التي تمكنهم من القدرة على تميز الغث والسمين واختيار ومتابعة المفيد ٠ إن نشر مثل هذه القيم سترتقي بالمشاركة في هذه المواقع إلى مشاركة مسؤولة ووطنية لأبناء وطننا خاصة مع المواقع التي تتطاول وتمس ثوابتنا الأساسية في هذه البلاد كما ستساعد على وضع منهجية واضحة لأبناء الوطن للمشاركة الفاعلة والتواصل الإيجابي في هذه المواقع للمحافظة على مجتمعنا المثالي الذي تسوده القيم والألفة وأخذ المفيد وتبادل الخبرات وتوضيح الحقوق والواجبات للمشاركين في هذه المواقع ودورهم الوطني المأمول تجاه كل ما يمس عقيدتهم أو يمس وحدة وطنهم وأمنه أو النيل من قيادتهم بحيث يكون جميع أبناء الوطن صفا واحدا لترسيخ هذه الثوابت وصفا واحدا أيضا للدفاع عنها ضد كل ما يتطاول على هذه الثوابت ٠ إن بعض أبنائنا اليوم في هذا الوطن لا يدركون أن وطنهم مستهدف أكثر من أي وقت في عقيدته وأمنه وشبابه ووحدته وأن بعض مواقع التواصل أصبحت أسلحة بيد أعداء الوطن في الداخل والخارج بعد أن وجهت هذه الأسلحة للنيل من ثوابت وطننا بل وسخروا هذه المواقع كأسلحة ضده بعد أن عجزوا عن استخدام الأسلحة المعتادة ٠ إن كل سعودي اليوم من أبناء هذا الوطن ( خاصة مرتادي و متابعي هذه المواقع ) هو رجل أمن لايقل في واجبه ووطنيته عن واجب ووطنية رجل الأمن الذي يحرس أمن الوطن ويحمي حدوده من الأعداء ٠ إن أبنائنا اليوم يجب أن يعلموا أن دورهم في هذه المواقع هو التصدي للإشاعات المغرضة لوطننا وتحصين أنفسهم ضد الأفكار الضالة والهدامة التي تهدف للإضرار بهم وبوطنهم وعدم الانجراف وراء التظليل الاعلامي ٠ إن الجميع في هذا الوطن خاصة الشباب يجب أن يعلموا إنهم مستهدفون ومحسودون على نعمة الأمن والامان والعيش الكريم والشرف العظيم الذي شرف الله به بلادهم في خدمة المشاعر المقدسة و ماحبى الله به بلادهم من قيادة حكيمة ورشيدة تحكم بشرع الله وتدافع عن حدوده ٠ أن نشر هذه مثل القيم بشكل أكبر وبأساليب حديثة ونشر ثقافة المشاركة الوطنية الفاعلة والمسؤولة في مواقع التواصل سيساعد على استمرار نشر عقيدتنا الصحيحة في هذه المواقع وستؤكد على وحدتنا وتمسكنا بقيادتنا في هذه البلاد كما ستساعد على نشر قيم التسامح وروح الألفة بين أبناء الوطن وتبادل الفائدة بينهم أثناء مشاركاتهم في هذه المواقع كما ستوضح لهم بشكل أكبر الأسس السليمة للحوار والنقد الهادف الذي يخدم المصلحة العامة وإن حرية الرأي والنقد الهادف في هذه المواقع هو حق مكفول لأبناء هذا الوطن طالما أن هذا النقد وهذه الحرية لا تمس الثوابت الأساسية لعقيدتنا ووحدة وطننا وقيادتنا ولا تسيئ للأخرين والنيل منهم ٠ إن نشر مثل هذه القيم ستوضح أن قدرات الآخرين ومستوى فكرهم متباين وأن القبول بهذا التباين والرأي والرأي الآخر في هذه المواقع والتغاضي عنه أحيانا هو أمر مرغوب ومطلوب لأستمرار الألفة والمحبة بين أبناء الوطن كما ستوضح أن معيار القيمة في حديث الإنسان هو مقدار ما يحمله من حكمة وصدق وما يتركه هذا الحديث من أثر جميل لدى الأخر ٠ كما أن نشر مثل هذه القيم بشكل أكبر ستوضح الفرق بين الحوار الراقي وبين الحوار المتشنج الذي يصل بالحوار الى طريق مسدود وما يصاحبه من حقد وكراهية كما ستوضح التعامل الراقي الذي يجب أن يتعامل به المتحاورين في هذه المواقع خاصة مع خلافاتهم فالتغاضي وعدم التدقيق وتقبل الاختلاف بدون خلاف وتحمل أخطاء الآخرين والدعوة بالموعظة الحسنة والكلمة الطيبة هو نهج أصيل في ديننا الإسلامي بل وكان سببا من أسباب أسلام بعض الصحابة رضي الله عنهم وحبهم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى في سورة ال عمران (( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضوا من حولك فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين )) إنني أرى أن تجديد الأساليب الحديثة والأدوات الفاعلة والتي ستساعد على نشر هذه القيم بين أبناء الوطن بشكل أكبر ومؤثر تحتاج لمركز وطني متخصص ( على غرار مركز الملك عبدالعزيز للحوار ) بحيث يعنى هذا المركز بنشر قيم التواصل والبحث الأمن في مركز التواصل الاجتماعي ونشر هذه القيم بشكل أكبر على مستوى الأسر والمدارس والجامعات ومؤسسات العمل العامة والخاصة وغيرها ٠ ختاما أسأل الله رب العرش العظيم ان يحفظ وطننا وقيادتنا وشعبنا وأن ينصر جنودنا ويرحم شهدائنا وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان وأن يوفقنا جميعا لكل خير ٠. كتبه محمد قاسم عواجي النعمي - مشرف تربوي سابق ٠ حرر في ١٤٣٨/٢/٢٧
ملتقى الإبداع الأدبي
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
الأحد، 27 نوفمبر 2016
السبت، 26 نوفمبر 2016
( طوقتني جازان ) للأستاذ الشاعر / الحسين إسماعيل الحازمي
طوّقتني جازانُ بحرا وشطا
وجبالاً بكلّ ما كان يُغري
بالجمالِ الفريدِ حين تناهى
لا يدانيه سحرُ ماسٍ ودرِّ
وحديثٍ هنا هناك بريئ
وغرامٍ ما باحَ يوماً بسرِّ
أناْ يا جازانُ الهوَى ذُبْتُ حُبّا
بثراكِ الطّهورِ من غيْرِ وِزْرِ
أرْضعتني عيناك وجداً شهيّاً
عنبريّ الأريجِ في الرّوحِ يَسْرِي
كانَ حِسّاً مُرقْرَقاً وشعوراً
في دُرُوبِ الهوَى كنثّةِ عطْرِ
سلكتْ للسّماءِ روحي ارْتقاءً
وسكنتُ السحابَ طيلةَ عُمْرِي
لستُ أدْري ما الأرضُ ما ساكنوها
لا أبالي بالتّبرِ ساعةَ عُسْرِي
لم تكنْ دنيايَ غيرَ كتابٍ
وحديثٍ ينسابُ من ثغرِ زهْرِ
هذه عيشتَي وهذى حيَاتي
في جُنونِ المُنى تَهِيمُ بِسِرّي
أناْ أُلعوبَةٌ بكفِّ الأماني
وفؤادي ما ضاق ذرعاً بأمْري
غيرَ أنّي وللأماني اختلابٌ
لستُ أعنو لغيرِ ربّي بفِكْرِي
شعر : الحسين الحازمي
( ررياب ) شعر : الحسين الحازمي
( زرياب )
زِرْيَابُ لا تَرْقُبِ الأنْغَامَ واللّحْنَا
تَفَلّتَتْ مِنْ يَرَاعِي النّبْرَةُ الأَحْنَى
عَانَى الفُؤَادُ، وليْلُ الهَمِّ مُعْتَكِرٌ
وما تصَرّمَ قَابَ الهَمّ أوْ أدْنَي
فَرَاحَ يَطْوِي علَى أحْزَانِهِ غُصَصَاً
طوْرَاً يَهِيمُ وطوْرَاً بالأَسَى يُمْنى
ويَسْكُبُ الآهَ، لا الآهاتُ مُجْدِيَةٌ
ولا يَرِقُ له المَوّالُ والمَغْنى
على المُعَانَاةِ فوْقَ الجَمْرِ عِيشَتُهُ
ولا يَبِينُ لهُ مِنْ عَيْشِهِ مَعْنَى
ما بَاحَ يوْمَاً بآلامٍ مُبَرِّحَةٍ
ولا اشْتَكَى مِنْ لَهِيبِ اللّوْعةِ الرّعْنَا
يَفِيقُ منْ سَكَرَاتِ الحُبِّ مُرْتَعِشَاً
وينْطوِي من جوَى أوْجَاعِهِ مُضْنَى
ما كادَ يُبْصِرُ دُنْيَاهُ الّتِي ائْتَلَقَتْ
حتّى تَرَدّى وعَافَ المَشْهدَ الأسْنَى
ضَاعَتْ أمَانِيهِ لا أزْهَارُهُ عَبَقَتْ
ولا بَدَتْ تُضْحِكُ البَاكِي الّذي جُنّا
ما بَالُهَا عَقّتِ الأَنْسَامُ وجْنَتَهُ ؟
كَأنّهُ لمْ يَتُقْ للْحُسْنِ أوْ حَنّا
ولا أَثَارَتْ بِهِ الأَشْوَاقُ مِنْ شَجَنٍ
ولا اجْتَوَتْهُ وضَمّ الأَغْصُنَ اللُدْنَا
ولا العَنَادِلُ في أكْنَانِهَا هَتَفَتْ
لِيَجْتَنِي مِنْ جَمَالِ البَوْحِ مَا يُجْنَى
هلِ الرّبِيعُ تَنَحّى عَنْ رُبَاهُ ولا
يَدْرِي بِوَجْدٍ بِهِ آلامُهُ مَثْنَى
يَتُوقُ لِلْحُلْم، والأَحْلامُ ذَاهِلَةٌ
والسُهْدُ أرّقَ مِنْهُ العَيْنَ والجَفْنَا
يَقْفُو خُطَاهُ ولا دَرْبٌ بِهِ أَمَلٌ
ولا تُخَفِّفُ عَنْهُ دَمْعَةٌ وسْنَى
يَعُقُهُ العَزْفُ ..
لا يَسْرِي بِهِ نَغَمٌ
كَأنّهُ مِنْ قديمِ العَهْدِ ما غَنّى
فلا يَرَى غَيْرَ عُودٍ غَالَهُ خرَسٌ
ودَمّرَ الْوَتَرَ الْحَسّاسَ والأُذْنَا
لرُبّمَا عَادَ يَوْمَاً والْهَوَى جَذِلٌ
وسِحْرُهُ يَسْتَثِيرُ الشِّعْرَ والفَنّا
شعر : الحسين الحازمي
19—10—1436هـ
( سيذكرك التأريخ ) للشاعر / الحسين الحازمي
"سيذكرك التاريخ"
أَبَا متعب كيفَ السّبيلُ فأَنْطِقُ
لِسَانِيَ مَعْقُودٌ وشعريَ مُوثَقُ
لدى حسْرةٍ، أما الدّمُوعُ فوابلٌ
وأما فؤاديْ في النّوى فَمُمَزّقُ
كأنّ بِصَدْرِيْ لوْ عَلِمْتَ قِيامَةً
وجمراً على نارِ الفجيعةِ يُحْرِقُ
أنوءُ بأحزاني وهمّي وليسَ لي
إِذَا ما كَوَاني الفَقْدُ من يتَشفّقُ
بكيْتُ وهلْ يُجْدِي الْبُكَاءُ من الجوَى
تكادُ له روحي الْحَزِينَةُ تُزْهَقُ
أبا متعب لو كانَ غيرُك لمْ أُطِلْ
عليه بُكاءً ليسَ فيه تمَلُقُ
فما كل من يبْكِيهِ باكٍ بحُرْقَةٍ
يُوَازِيكَ أو يرثيهِ راثٍ مُفلِّقُ
فَقَدْنَاكَ فُقْدَانَ الصحارى لعارضٍ
تدفّق في أنْحَائِها فهْوَ مُغْدِقُ
فَقَدْنَاكَ فُقْدَانَ الْيَتِيمِ لِوَالِدٍ
يَحِنّ عَلَيْهِ كُلّ حِينٍ ويرْفِقُ
ألَسْتَ الْعَطُوفَ البَرّ في كُلِّ حالةٍ
وقلبُك رَوْضٌ بالمَحبّةِ يَعْبُقُ
ألمْ تضرب الأمثالَ في الجود والنّدى
ولا حاتمُ الطّائِيّ أيّانَ يُنْفِقُ
تظَل تُسَاقِينَا ودادَكَ دونَمَا
ملالٍ، وأحْلى الودِّ ما يتَرَقْرَقُ
وكنتَ كغَيْثِ السُحْبِ لا كفّ وكْفُهُ
وكنتَ كمَاءِ النّبْعِ بالخيرِ يَدْفُقُ
وكنتَ تُداوي النَّاس َمن كلِّ عِلّةٍ
وما كنتَ تشكُو الدّاءَ وهْوَ يُؤَرِّقُ
وكنتَ رؤُوفاً بالرعيّةِ حانياً
وأيّامُك الحَسْنَاءُ بالسّعْدِ تُشْرِقُ
ولمْ يَخْلُ منها في بلادِكَ موضِعٌ
وإنْ طالَ فيه حُسْنُهُ المُتَأنِّقُ
رأيْنَاكَ إذْ وجْهُ الطّوَاغِيتِ أسودٌ
ووجهُكَ وضّاءٌ وثَغْرُك أبْلقُ
وما ذاكَ إلا الدِّينُ والطهْرُ والتّقى
وذاكَ صلاحٌ في محيّاكَ يبْرُقُ
تدثّرْتَ بالإسلام نهْجَاً وشِرْعَةً
وراياتُكَ الخضْراءُ تَسْمُو وتَخْفِقُ
سيَذْكُرُكَ التّارِيخُ يا خيرَ حاكمٍ
بأنّك رغْمَ الحَاقِدِينَ المُوَفّقُ
شعر/ الحسين إسماعيل الحازمي
(جازان ـ الظبية) 1436/4/5هـ
(الموت) قصيدة للأستاذ / الحسين الحازمي
الموتُ في النّاسِ اسْتَعَرْ
كالْجَمْرِ يرْمي بالشّرَرْ
لمْ يَنْجُ منهُ مَنْزِلٌ
إلا رمَاهُ واكْفَهرْ
يُمْعِنُ فيهِ بالأَسَى
وما تخفّى واسْتَترْ
أَعْدَاؤُنا تآمرُوا
على افْتِعَالِ كُلِّ شَرْ
والمسلمونَ تائهونَ ـ
عائشونَ في خَدَرْ
فما اسْتفاقُوا لا، ولا
تَجَنّبُوا هذا الخَطَرْ
ولا اتِّعَاظٌ صَادقٌ
كأنّما زاغَ الْبَصَرْ
وليسَ من مُعْتَبِرٍ
ممّا يلُوحُ من عِبرْ
فلا عُلُومَ تُجْتَنى
مثلَ أطَايبِ الثّمَرْ
ولا طُمُوحٌ للعُلا
ولا ارْتِيَادٌ للقَمَرْ
وكيْفَ تَعْلُو أُمّةٌ
تعيشُ ما بَيْنَ الحُفَرْ ؟
كأنّ في تاريخِهَا ـ
العظيمِ لمْ يحكُمْ عُمَرْ
ولا حَكَمْنَا دوْلَةً
ضَمّتْ فَرَنْسَا والمَجَرْ
ولا عَلَتْ أعْلامُنا
خفّاقَةً بَحْرَ الْخَزَرْ
ولا اكْتَسَبْنا عِزّةً
قَعْسَاءَ أو مَجْداً غَبَرْ
حتّى يجُولَ بيْنَنا
مثلُ جمَالِ بْنَعُمَرْ !!
يَسْعَى بخُبْثٍ ظَاهِرٍ
في محْفَلٍ ومؤْتَمَرْ
يُصْلِحُ بيْنَ قَوْمِنا
وهْو من الأفْعى أَضَرْ
يا ليْتَ قَوْمي يحْذَرُونَ ـ
قبْلَ لا يُجْدِي الحَذَرْ
فلا أمَانٌ يُرْتَجَي
مِنْ رَجُلٍ فيهِ نَظَرْ !!
بلْ في هُدَى قُرْآنِنَا
وهَدْي سَيّدِ البَشَرْ
إِسْلامُنا فيهِ النّجَاةُ ـ
والفَلاحُ والظّفَرْ
الحسين الحازمي
(نمّ بعين الشعب) للشاعر الأستاذ / الحسين الحازمي
نمْ بعيْنِ الشّعب
نمْ بعيْنِ الشّعبِ يا ابْنَ الفَيْصَلِ
وبقلبٍ من حريرٍ مُخْمَلِ
يا سعوداً نمْ قريراً هانئاً
وعن المُهجَةِ لا تَرْتَحِلِ
هادئاً مثلك يغفو ساكناً
بعد عيشٍ مرهقٍ في العَملِ
أيّها الرّاحلُ عن دنيا الأسى
لم تَلِنْ حتّى بُلوغِ الأجَلِ
لم تكُنْ إلا مثالاً نادراً
حينما قُمْتَ بعبءٍ مُثْقَلِ
وتحدّيْتَ الصُعوبَاتِ الّتي
كنت فيها، رغمَ كلِ العِلَلِ
أنتَ والعزمُ حليفانِ كما
أنتَ والحكمةُ فوقَ الأمَلِ
يا أميراً نابغياً ملهماً
مستضيئاً بسناءِ المُثُلِ
ما تلهّيْتَ بعيشٍ زائلٍ
كنت عن لألائهِ في شُغُلِ
أنتَ توّجْتَ مساعيكَ تُقىً
ونقاءً ليسَ بالمُنْتَقِلِ
أكثرُ النّاسِ بهاءً رَجُلٌ
لمْ يلُحْ في وجههِ من زلَلِ
أنتَ صقرٌ مُنْذُ أن كنتَ فتىً
ألمعياً في الصفُوفِ الأوَلِ
وجوادٌ جامحٌ مُقتحمٌ
ليسَ ترضى بحياةِ الهَمَلِ
أنتَ في الأفذاذِ فذٌ شامخٌ
بطلٌ من نسْلِ فذٍ بطَلِ
من أُبَاةٍ شمخَ الدهرُ بهمْ
في سماءِ المجدِ منذُ الأزَلِ
إنما المجدُ صعودٌ وعُلا
واقتحامٌ ليسَ بالمُسْتَسْهَلِ
إنه صعبٌ على سالِكِه
ما له غيرُ سُعُودِ الفيْصَلِ
شعر/ الحسين الحازمي
23—9—1436 هـ
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)